علمت "الديار" ان "انتحاري الكوستا عمر العاصي أدلى باعترافات مفصلة في شأن الاعتداء الذي كان يخطط له، وطبيعة العلاقة التي ربطته بـ"داعش". ولم يجد المحققون صعوبة في انتزاع المعلومات منه، بل هو روى بالتفصيل الممل الكثير من الوقائع التي تثبت صحة الاستنتاجات التي كانت قد توصلت اليها الاستخبارات منذ اللحظة الاولى لتوقيف العاصي. وتبين ان العاصي لم يكن يحمل هاتفا خلويا اثناء وجوده في الـ"كوستا"، خلافا لكل الروايات التي نُسجت حول هذا الامر، وبالتالي فان استخبارات الجيش توصلت الى التثبت من هويته في المقهى، بطريقة خاصة، يحرص المعنيون على إبقائها طي الكتمان، حرصا على مقتضيات الامن القومي والسرية. كما تأكد ان قيادة "داعش" في الرقة طلبت من العاصي تفجير مكان مكتظ، فاختار مقهى "كوستا" مفترضا انه يحقق الغرض".
وكشفت انه "بات بحوزة استخبارات الجيش تسجيل صوتي للعاصي، يعلن فيه عن مبايعته لـ"داعش" والتزامه بتنفيذ كل الاوامر التي تُوجه اليه من قيادة التنظيم. كما يتضمن التسجيل شتائم وتهديدات بحق عدد من الرموز والشخصيات السياسية اللبنانية".
وعلمت ايضا ان مديرية المخابرات كانت بصدد بث الشريط الصوتي، لقطع الطريق على الذين حاولوا الاصطياد في الماء العكر وشككوا في الانجاز النوعي الذي حققه الجيش وفرع المعلومات، لكن تم لاحقا صرف النظر عن النشر، بفعل المحتوى المسيء والفتنوي الذي يتضمنه كلام العاصي.
وأكد مطلعون على محضر التحقيق مع العاصي ان "مضمونه يشكل أبلغ رد على كل من أثار شكوكا حول انجاز توقيفه"، داعين كل من تهمه الحقيقة الى طلب إذن لحضور جلسات المحاكمة لاحقا، حتى يتسنى لهم الاستماع الى العاصي وهو يعترف شخصيا بكل ما نُسب اليه منذ القاء القبض عليه.