اشار مجلس العلاقات العربية والدولية برئاسة محمد جاسم الصقر، الى ان مدينة القدس تتعرض لواحدة من أوسع وأشد حملات الاستيطان والتهويد، حيث تكثف حكومة اليمين واليمين المتطرف في إسرائيل، انتهاكاتها واعتداءاتها على المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية، وتتوسع بمصادرة الأراضي العربية الفلسطينية لغايات بناء المستوطنات وتوسيعها، وتعمل وفق منهجية منظمة قائمة على الفصل والتمييز العنصريين، على تبديد المعالم العربية والإسلامية والمسيحية التاريخية للمدينة، في تحدٍ غير مسبوق للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية وآخرها القرار 2334 الصادر عن مجلس المن الدولي ومرجعيات عملية السلام. وتزداد التحديات التي تجابه المدينة جسامة، مع تواتر الأنباء عن عزم الإدارة الأمريكية الجديدة، نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، الأمر الذي إن حصل، سيعتبر تخلياً واضحاً عن التزامات واشنطن حيال عملية السلام، وسيضفي سلبية شديدة على دور الولايات المتحدة وتوجهاتها في المنطقة، ويتناقض كليةً مع واجباتها كدولة عظمى في حفظ الأمن والاستقرار الدوليين.
واعتبر المجلس في بيان بعد اجتماعه الدوري في نهاية الاسبوع الماضي في الأردن في البحر الميت، إن خطوة من هذا النوع، من شأنها أن تلحق أفدح الضرر بالجهود الرامية لاستئناف عملية السلام وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه في تقرير مصيره وبناء دولته المستقلة، كما أن خطوة كهذه، ستعمل من دون شك، على إذكاء حدة التطرف وتفشي ظاهرة الإرهاب، التي تحولت إلى واحدة من أخطر التحديات والتهديدات التي تهدد أمن دولنا ومجتمعاتنا ووحدتها وسلمها الأهلي، بل وباتت تشكل تهديداً للأمن والاستقرار الدوليين. لقد تشجعت إسرائيل، بالرسائل التي وصلتها من الإدارة الأمريكية الجديدة، فعملت على حث وتسريع عملية الاستيطان والتهويد في القدس والضفة الغربية، وشرعت في تقديم مشاريع القوانين إلى الكنيست تهدف إلى ضم مستوطنات كبيرة إلى إسرائيل، والمضي في تقطيع أوصال الضفة الغربية، وفصل شمالها عن جنوبها، والقضاء على آخر فرصة لإقامة دولة فلسطينية متصلة جغرافياً، مستقلة وقابلة للحياة.
اضاف البيان إننا في مجلس العلاقات العربية والدولية، ومن موقع الشعور العميق بالقلق حيال ما يجري في فلسطين والقدس، ندعو قادة الدول العربية المجتمعين في قمتهم القادمة في عمان، إلى بذل كل جهد ممكن للحيلولة دون نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، والتصدي لسياسات التهويد التي تنفذها الحكومة الإسرائيلية ودعم صمود الفلسطينيين على أرضهم... كما نتوجه إلى الشعوب والمجتمعات العربية والإسلامية، والرأي العام العالمي، للقيام بكل ما يلزم من أجل إنقاذ عملية السلام وإنفاذ حل الدولتين، باعتبار ذلك مدخلاً لإعادة الأمن والاستقرار في المنطقة برمتها، ومقدمة للانتصار في الحرب على التطرف والإرهاب.
الجدير ذكره أن مجلس العلاقات العربية والدولية يضم رئيس كتلة المستقبل فؤاد السنيورة والسيد محمد الصقر عدداً من المسؤولين العرب الحاليين والسابقين ومنهم: أياد علاوي، عمرو موسى، طاهر المصري ومحمد بن عيسى ولفيف من السياسيين ورجال الدولة العرب.