تعتبر أزمة النفايات في منطقة الضاحية الجنوبية وبيروت طارئة وتستلزم إيجاد حل سريع لها مع اقفال مطمر الكوستابرافا وإعادة فتحه من جديد لمدّة مؤقتة بقرار قضائي... هذه الأمور وضعت العاصمة وضاحيتها أمام أزمة تستوجب المعالجة في حال أعيد اقفال المطمر فعلياً في أي يوم كان، فهل من حل يمكن اللجوء اليه لمنع النفايات من افتراش الطرقات كما في كل مرّة كان يتم فيها إقفال مطمر!
لم تعد أزمة النفايات في لبنان مجرد أزمة بيئية تحتاج المعالجة فقد باتت "مفتاحاً سياسياً" يلوّح به البعض للحصول على مكاسب في أي موضوع كان. كانت هذه المرة الذريعة أزمة طيور النورس التي شكّلت خطراً على سلامة الطيران، ولانها تتغذى من النفايات التي تغطي الكوستابرافا القريب من المطار، أخذ القضاء قرارا بإقفال المكب ثم باعادة فتحه حتى يوم غد.
بعيداً عن الكلام السياسي طرقت هذه الأزمة أبواب الضاحية وبيروت بقوّة بعد انتشار النفايات في الشوارع قبل أن يعاد فتح الكوستابرافا لمدّة وجيزة. وفي هذا السياق يشير نائب رئيس بلدية حارة حريك أحمد حاطوم عبر "النشرة" الى أن "موضوع النفايات ليس محلياً حتى يرمى في وجه البلديات واتحادات البلديات"، معتبرا ان "النكد السياسي" يدفع الأمور بإتجاه سلبي"، مؤكداً أنهم "حاولوا سابقاً إغراق الضاحية الجنوبية بالنفايات ولكنهم لم يستطيعوا بسبب الجهود التي قامت بها البلديات في المنطقة"، ومضيفاً: "في السابق اتفقنا على رمي النفايات في الكوستابرافا وأتى أحدهم بلحظة ليتخذ قرار اقفال المكب ووضع الضاحية أمام أزمة جديدة".
بالنسبة لمدينة بيروت فإن الأحوال ليست أفضل إذ ان حوالي الـ200 طن من النفايات تنقل الى الكوستابرافا يومياً وبالتالي فإن اقفاله، وبحسب ما أكد عضو بلدية بيروت آغوب تريزيان فاننا "سنكون أمام مشكلة حقيقية إذ إن هذه الكمية ستبقى على الطرقات بغياب الأرض للطمر".
يعتبر تريزيان أن "الحل الأنسب يبقى بالإسراع في الخطة التي اعدتها بلدية بيروت من أجل تأمين استقلالية المدينة"، مشدداً في نفس الوقت على "ضرورة التوعية على أهمية الفرز من المصدر لننتقل بعدها الى المرحلة الثانية وهي الفرز بالمصنع الذي يستورد النفايات كذلك التشديد على طريقة النقل". أما حاطوم فيشير الى أنّ "بلديات الضاحية تعمل على إيجاد الحلول ولكن يفترض على الدولة أن تؤمن مطامر وفي حال بقيت المشكلة عالقة عند البلديات فإنها ستلجأ الى اساليب أخرى وسيذهب الأمر باتجاه استعمال المحارق وهي واحدة من الحلول التي تدرس".
يبقى أمام بلديات الضاحية وبيروت ساعات قليلة قبل الوصول الى 31 من كانون الثاني تاريخ اقفال مطمر الكوستابرافا من جديد، حتى تجد حلاً لأزمتها التي ستعود وتطرق أبواب هذه المناطق بقوّة مع بداية شهر شباط وستعود مشهديّة لوحات النفايات الى الشوارع في غياب الحل البديل عن مطمر الكوستابرافا!