تعرّض الشاب سامر البنّا ابن الواحد والعشرين سنة لحادث غريب بعد اعتداء عدد من عناصر القوى الأمنية عليه أثناء عودته من جامعته إلى منزله. وتظهر الصور حجم الأذى الجسدي الذي تعرض له الشاب والجروح التي أصيب بها نتيجة ذلك.
ويروي ربيع البنا، والد الشاب تفاصيل الحادث، لافتاً إلى أن "ابني طالب في كليّة الهندسة الكيميائية في جامعة الروح القدس الكسليك وأثناء عودته من الجامعة، صادف في منطقة الفياضيّة سيارة "بيك اب" تابعة لقوى الأمن الداخلي تسير على يسار الطريق، وبعد أن حاول سامر تجاوزها عن يسارها معطياً إشارات ضوئية إلى سائق الـ"بيك أب"، لم يسمح له السائق بالمرور، فتجاوزها عن يمينها مما أغضب عناصر الدرك".
ويشير الوالد إلى أن "سامر أكمل طريقه فتبعته سيارة الدرك حتى منطقة الجمهور فاقتربت منه محاولة اغلاق الطريق أمامه الا انه تابع سيره حتى وصل إلى عاريا، وأمام مخفر البلدة قطع قوى الأمن الطريق أمامه وترجّل من الـ"بيك أب" ثلاثة عناصر وانزلوه من السيارة وقاموا برميه أرضا وتناوبوا على ضربه بأحذيتهم وشهروا عليه السلاح وادخلوه الى المخفر وادّعوا عليه بحجة ضرب سيارتهم أثناء نقلهم سجين"، متسائلاً "يخافون على هروب السجين إلى هذا الحدّ وكانوا قد تركوه وحده عندما نزلوا لضرب ابني؟".
وبقي سامر موقوفاً في المخفر المذكور من الساعة الثانية عشرة ظهرا حتّى منتصف الليل رغم تبيان التحقيقات أن سيّارة قوى الأمن لم تتعرض لأي خدش أو أي صدمة وهي سليمة من أي أضرار. ويعتبر الوالد أنه "لولا تدخل بعض المعنيين لإخلاء سبيله لبقي موقوفا بسبب همجيّة وقلة مسؤوليّة هذه العناصر التي من المفروض أن تكون العين الساهرة على راحة المواطن لا المعتدية عليه بغير وجه حق".
قوى الأمن وفي بيان لها حول مجريات الحادث، لفتت إلى أن "تحقيقًا عدليًّا يجري بالحادثة من قبل مخفر عاريا بموجب محضر رقم 23/302 تاريخ 28/1/ 2017 بعد أن ادّعى المواطن ضد عناصر الدورية بجرم الضرب، وطلب المعاينة الطبية الشرعية، فكُلِّف طبيب شرعي لمعاينته، في حين افاد العناصر بأن سائق السيارة المدنيّة اعترض طريق دوريّة سوق السجين وقام أمامها بمناورات عدّة مرّات، وذلك بعد ان تجاوزها، فصار ينحرف يميناً وشمالاً بسيارته، مما اثار ارتياب العناصر، والشكّ بمحاولة اعتداء على الدورية لتهريب السجين، حيث قاموا بتوقيفه"، ومشيرة إلى أن "عناصر الدرك تركوا المذكور لقاء سند اقامة، بعد تعهده بعدم اعتراض عمل أي دورية امنيّة او عسكريّة".
وأشارت قوى الأمن إلى أنها "ستجري تحقيقاً مسلكياً لتبيان ملابسات الحادثة وحقيقة حصول الاعتداء بالضرب، وهي حريصة كل الحرص على الالتزام بقواعد احترام حقوق الإنسان أثناء تطبيقها للقوانين، وخلال قيام عناصرها بواجباتهم".
ورداً على هذا البيان، يؤكد الوالد لـ"النشرة" أنه "مليء بالمغالطات واولها أنه وضع اسمي بدل اسم ابني قبل ان يصححوا الموضوع بعد ذلك، كما انهم قالوا ان سامر اخترق موكبًا الا انها كانت سيارة واحدة، ثم قالوا انه أقفل الطريق أمام الدوريّة وهذا غير صحيح وغير ممكن أساساً والجميع يعرف أن ابني لا يقوم بهذه الحركات، بل هم من أقفلوا الطريق أمامه وأوسعوه ضرباً والصور تظهر ذلك، حتى وصلوا في النهاية الى اتّهام ابني باستخدام حركات لا اخلاقية باصبعه"، معتبراً أنهم "يبحثون عن أيّ تهمة لالصاقها به".
وإذ يوضح أن "القوى الأمنية تقوم الآن بتحقيق مسلكي في الملفّ وحققوا مع ابني في فصيلة عاليه"، يؤكد أن "القضية ستتحول إلى المحكمة العسكريّة وأنا أريد أن تصل القضيّة إلى النيابة العامة أيضاً".
وبعد تكرار الحوادث المماثلة التي يتعرض خلالها المواطن لأذى جسدي أو نفسي نتيجة تلقّيه اهانات في حوادث أخرى، هل سينجح المسؤولون في قوى الأمن بمحاسبة المخلّين بالأنظمة وتعيد حقوق المواطنين؟