منذ دخوله الى البيت الابيض والرئيس الاميركي دونالد ترامب يحصد رواجا قل نظيره على وسائل التواصل الاجتماعي، فهو شخصية غريبة عن الواقع السياسي العالمي بتصريحاته وتصرفاته الفريدة. وصفه البعض بأنه واقعي واخرون بأنه عنصري، الا ان الشيء الاكيد انه اصبح حديث العالم اجمع بقراراته وشخصيته المثيرة للجدل، وعلاقته مع السيدة الاولى واطلالاته الاعلامية.
ومن دون اي منازع يتصدر ترامب مواقع التواصل الاجتماعي بشكل يومي، مع الاشارة الى انه من الناشطين جدا على هذه المواقع ويدلي بتصريحات يومية ويعطي رأيه بالشؤون العامة الداخلية والسياسة الخارجية عبر حساباته الشخصية، مما يجعله محط متابعة متواصلة، كما ان علاقته بالمؤسسات الاميركية لا سيما القضاء والمواقف المتخذة ضد ايران كانت الابرز في متابعات ناشطي وسائل التواصل.
رضا البرت اختصر المشهد العام بقوله ان "الشخص من دون اخبار دونالد ترامب كان قد انتحر من الملل"، بدوره احمد ياسين وفي نفس الاطار قال: "يبدو ان الكرة الارضية امام اعوام مليئه بالجنون، 16 يوما من حكم ترامب كانت كفيلة باضافة جرعة كبيره من الحماسه والانفصام"، ورد رأى ان ترامب لا يجامل وسيصبح اللعب في فترته على المكشوف، هذا ما أسعدني بفوزه سابقا ولازلت متفائلا به". بالمقابل اعتبر علي اللقيس ان القادم خطير والله يحمي لبنان من سياسة ترامب ومن يراهن عليه.
وبعيدا عن شخصية ترامب والجدل الكبير حولها، اخذت قراراته حيزًا كبيرا من الاهتمام العالمي، لا سميا قرار منع الهجرة من 7 دول والجدل بين الرئيس والقضاء حول الموضوع، وقد قارن العديد من رواد مواقع التواصل بين القضاء الاميركي الذي واجه الرئيس والقضاء في الدول العربية، وفي السياق رأت ملاك حبشي ان "الدستور الاميركي يتحدّى الرئيس ترامب، والدساتير العربية في ادراج الحكام العرب لتلد الفساد"، هاني البسوس اشار الى ان قاضٍ فدرالي أميركي تحدى الرئيس ترامب بالقانون، واوقف قراره، ورأى ان من الصعب حدوث ذلك في دول العالم الثالث.
معاداة الاسلام كان لها النصيب من التعليقات حول شخصية الرئيس الاميركي، ريم الحرمي رأت ان تصريحات ترامب وسياسته وادارته المليئة بشخصيات معادية للإسلام والمسلمين، وليس الإرهاب، قد تؤدي الى نتائج عكسية، بالأخص في موضوع مكافحة الإرهاب. ايمان طاهر لفتت الى ان ترامب يتوعد المسلمين. ماري لوبان المرشحة لرئاسة فرنسا توعدت بإلغاء كل المساجد والحجاب، والبقية تأتي، إنها سياسة عامة يا سادة متفق عليها تذكروا. محمد بن عبدالرحمن اعتبر ان ترامب لن يأتي بجديد، فقط يكمل مسيرة الرئيسين السابقين جورج بوش وباراك اوباما لتدمير الشرق الاوسط هو مخطط صهيو-أميركي قديم تحدث عنه أربكان عام 1992 وحذر منه قبل وقوعه. الى ذلك، رأى غسان فرحات ان من حسنات ترامب مئات الأميركيين ذهبوا إلى مسجد "الهدى" في شيكاغو للتعرف على الإسلام.
بالمقابل، انتشر "وسم" في السعودية وبعض الدول العربية يشكر ترامب على موقفه الحازم ضد ايران ووصفها بالدولة الارهابية، سرور الدخيل قال "شكرا للرئيس الأميركي دونالد ترامب على مواقفة الرسمية والجادة ضد دولة الارهاب ايران"، وقد تكرر الشكر باوجه مختلفة تحت وسم "ترامب اوقف ارهاب ايران"، نورا الزعيم رأت ان تفكير الرئيس الأميركي في هذه المسأله عن ايران تدل على نضوج عقله السياسي. احمد الربح رأى ان تصعيد ترامب ضد ايران هو لبيع أسلحة تدفع السعودية ثمنها من نفط شرق الجزيرة العربية، خذ ماتريد من النفط مقابل بناء بنية تحتية وخدمات. بدوره، اعتبر محمد الخضير ان الحكم على سياسة الرئيس ترامب سابق لأوانه، فهو في مرحلة تخبط والذين صفقوا لسياسته تجاه إيران متسرعون. واشار محمد وادي الى ان الغرب والاميركيين انفسهم رفضوا عنصرية ترامب فى حين هناك مِنَ العرب مَنْ يحاول ان يجد له المبررات فى افعاله. إياد أبو شقرا لفت الى ان البعض يطمئننا ان ترامب يكره إيران وحدها بدليل وجود الجنرالين ماتيس وفلين بجواره، ولا يشيرون إلى وجود ستيف بانون ايضاً.
بعيدا عن المواقف المؤيدة او المعارضة لمواقف ترامب، فقد استطاع الرئيس الاميركي منذ ترشحه للانتخابات ووصوله لى سدة الرئاسة من فرض شخصيته ومواقفه، واصبح محل جدل عالمي كبير.