نوه الرئيس السابق أمين الجميل باتفاق التعاون باسم "بيت المستقبل" و"كونراد اديناور"، والذي يؤكد على دور لبنان كهمزة وصل بين الشرق والغرب.
وخلال محاضرة لمؤسستي "بيت المستقبل" و"كونراد اديناور"، أشار رئيس الوزراء الألماني السابق لولاية تورينغا في المانيا والرئيس الفخري لمؤسسة "كونراد آديناور" البروفسور بيرنهارد فوغل الى انه "يقف لبنان والمانيا والشرق الأوسط واوروبا والعالم في مواجهة تحديات زعزعت الثوابت القديمة، ومن بينها التحديات المتعلقة بالوتيرة المتزايدة للتقدم التكنولوجي، العولمة، التغيير المناخي والتغيير المتسارع والمثير للقلق في العلاقات الدولية اضافة الى التهديد المتزايد للأمن والسلام جراء الحروب والصراعات، ولقد تحمل لبنان اعباء جسيمة في الماضي جراء الحرب الدائرة في سوريا والكم الهائل للنازحين السوريين، وتتطلب كل هذه التحديات اعتماد سياسة مستدامة هادفة وطويلة الأمد".
وأشار الى أن "عمل الدولة يجب ان يرتكز على التوجيه وعلى معايير واضحة واطار مفهوم مع ربط عمل السياسي بالقيم التي تجنبه الإنحراف"، مشددا على "التسامح وتقبل الرأي الآخر والتعامل معه على قدر المساواة بغض النظر عن انتمائه الديني او الحزبي"، لافتا الى أن "السياسة تعني اعادة النظر في القرارات ودراسة عواقبها، ويجب على السياسي ان يقرر وفقا لضميره ولكن ليس بعيدا عن الواقع، كما عليه تقديم تنازلات عندما لا يتمكن من تمرير الحلول بشكل كامل".
ولفت الى أن "التحديات الجديدة التي تواجه الإتحاد الديموقراطي المسيحي تتطلب أجوبة جديدة"، مشيرا الى ان "القدرة على مواجهة هذه التحديات ستحدد مستقبل الأجيال القادمة، وكل ذلك عبر بالأسس والقيم التي تحدد تصرفاتنا اليومية وقراراتنا العملية".
من جهته، أعرب رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة عن سعادته للمشاركة في هذا اللقاء، واستشهد بآية من القرآن الكريم: "ولا يستوي الخبيث والطيب ولو اعجبك كثرة الخبيث"، موضحا انه "اذا كثر العاطل لا يصبح الصح. والمهم ازاء هذا الخبيث المتكاثر الذي نراه امامنا الا تنكسر ارادتنا في تحقيق التغيير.اننا نشهد في لبنان وفي الدول العربية محاولات لإخراجنا من عقولنا ورمي كل منا في مربعه الطائفي والمذهبي وابعاده عن انتمائه للجوار الذي يحيط به، ومن الطبيعي ان نأخذ جرعة يومية ضد هذا الإستدراج الذي نتعرض له، ولا سيما ما نعيشه اليوم في لبنان من استشراء للناس الذين جرى افساد عقولهم وضمائرهم، بأن نظل رافعي الراية بالإنتماء الى وطننا لبنان وانتمائنا الى محيطنا العربي، لأنه عندما يتراجع هذا الفكر التضامني تطفو مجموعة جديدة من الهويات تأخذنا الى الهويات القاتلة التي نحن فيها".
بدوره، اعتبر الوزير السابق ابراهيم شمس الدين ان "الوحدة والشراكة الوطنية تنتج وطنا، والمسلمون والمسيحيون في لبنان بغض النظر عن العدد وحدة كاملة اساسها المواطنة"، مشددا على وجوب "فصل الدين عن الدولة لحماية الدولة". وقال: "في اواسط التسعينات زار والدي المرحوم الشيخ محمد مهدي شمس الدين طهران وقال لمحاوريه الإيرانيين من كبار الشأن "بأن الإسلام لا يعلب وهو يتمرد على اي تعليب ويتفلت منه"، فأي محاولة لتعليب الدين تفجره وتتلفه".