يحتفل لبنان والعالم بـ"عيد الحب" في الرابع عشر من شهر شباط من كل عام، فالحب هو سر الوجود الانساني وهو السرّ الكامن وراء هذا الكون العظيم، ومن المعروف ان هذه الكلمة الصغيرة "حب" المؤلفة من حرفين اثنين لها مفعول كبير، فهي تلك المشاعر الإنسانيّة الجيّاشة التي تجعل القلب يخفق لها لا سيما اذا كانت صادقة وحقيقية. كما انها تبهج الروح، ولا يمكن لأيّ إنسان ان يعيش من دونها، فهي إكسير الحياة وكيمياء متبادلة بين العشّاق، يفرز الجسم في خلالها هرمون يدعى الأوكسيتوسين وهو يسمى بهرمون الحب. وهناك انواع من الحب منها ما يعبر عن الرغبة، تنحصر غايته في نفع المحب ذاته ومنها الحب العذري او الأفلاطوني وهو الحب المثالي لانه حبّ محض مجرّد عن الشهوة.
حركة وتسوق
ومع اقتراب عيد العشاق تشهد الاسواق التجارية حركة محبّبة، إذ تزدان واجهات المحال بأجمل الهدايا، من مجوهرات خاصة للمناسبة الى الاكسسوارات والعطورات و"البيلوشات" الحمراء والبالونات العصرية الملونة والمزركشة بالقلوب وعبارات الحب المكتوبة بلغات مختلفة، الى الاكواب الحمراء المزيّنة بالقلوب الحمراء والعبارات التي تعبر عن آراء المحبين، الى الحلويات المصنوعة على شكل قلوب حمراء والمشروبات، كما وتحتل محلات الازهار المرتبة الاولى، بحيث تعرض الازهار الطبيعية بكافة الالوان والاشكال ولاسيما منها الحمراء من الورود، والتي تشهد اقبالا ملحوظا من الشبّان والشابّات وحتى لو بلغ ثمن الوردة الواحدة عشرة دولارات، وتوازيها الاوركيديه والبنفسج والسيكلامان والجربيرا والمنتور وغيرها الكثير.
آراء ومواقف
وتجتمع الآراء حول ضرورة ان يحيا كل انسان حالتي الحب والعشق، ومن بينها الشاب العشريني سامي ابي عسلي الذي قال: "احب الرومانسية واهداء حبيبتي ورودا حمراء لمناسبة عيد العشاق، ولا يهمني ارتفاع الأسعار فهذا العيد مميز بالنسبة لي، فأنا أحبها وطبعا سأفعل كل ما بوسعي لأجلها، والفرحة لا تسعني عندما امسك بيدها ونسير معا على شاطئ البحر وادعو الله ان نظل حبيبين مدى العمر".
أما حبيب سليم فأكد انه سيرسل رسالة حب الى حبيبته في عيد العشاق يكتب فيها: "احتاجك في حياتي. احتاج الى حنانك في ضيقتي وفي سعادتي. فانا انسى العالم كله عندما تكوني الى جانبي. ارجوك لا تتخلي عنّي واذا فكرت في تركي سأبكيك طوال عمري، وعندما انظر الى جمال عينيك أجد ان الجاذبية ليس لها أي قانون".
واكدت انطوانيت نحاس أن "الحب الحقيقي يقوم على الراحة النفسيّة بين الحبيبين وهو عطاء من دون مقابل الا الحب والتضحية، وعلى المحبّ ان يتقبل حبيبه مع كل ما يبدر منه من حسنات او سيئات".
ورأى حبيب إسطنبولي "ان الحبيب يجب ان يستمع دائما الى مشاكل وهموم من يحب، وعليه ان يكون الأب الروحي، والأخ والعاشق الولهان وعندما نجد هذا الشخص الناصح والخائف على مصالحنا والراشد الذي يصحح لنا عيوبنا، عندها نتأكد انه الجدير بحبنا وثقتنا".
واكدت زينة سليمان ان "الحب الصرف غير موجود في أيامنا هذه. اذ اصبح كل شخص منا يهتم بمصالحه الشخصية ومنفعته الفردية، واصبح الشاب في العموم يفتش عن الحبيبة المقتدرة ليرتاح ماديًّا ويخفّف من الأعباء المترتبة عليه، واذا حصل زواج مبني على المصلحة سرعان ما تمتد الخلافات الى كيانه ويصبح الطلاق هو الحل الأمثل".
اما ريتا جبّور وهي أم لولدين فقد أكدت "انها اختارت عيد الحب تاريخا لزواجها لانها تحب هذا العيد وما يمثله. وفي كل عام من هذا التاريخ تحتفل مع زوجها الذي يهديها خاتما او مجوهرات ولا ينسى ابدا الوردة الحمراء".
اصحاب المحال وتجّار
اما أصحاب محال الهدايا فتراهم يستعدون مسبقا لهذا العيد، فيسرعون الى عرض آخر صيحات الموضة في هذا الإطار، فتصبح واجهات المحال مزينة بالورود الحمراء والشموع والألبسة والأحذية والمجوهرات المصممة خصيصا لعيد الحب والرومانسية، لاسيما وان المحبين سيقبلون على شراء ما يريدون اهداءه من دون أيّ تردّد ومن دون أي حسابات أخرى، والاسعار معقولة ومقبولة وتناسب كل الميزانيات بحسب قولهم.
واكد صاحب محلات كنعان للهدايا: "انه يسافر كل عام الى الخارج لاستيراد الهدايا المعاصرة وان أسعاره تناسب كل الميزانيات ولديه تشكيلة واسعة من الزجاجيات الى الفرو والمجوهرات والادوات المنزلية وادوات الزينة والمكياج وكل شخص يمكنه ان يختار ما يناسبه من دون ان يحتار" ، مشيرا الى:"ان زبائنه من كل الاعمار والهدية المفضلة لدى الجميع تبقى الوردة الحمراء اكانت طبيعية ام اصطناعية".
وختاما يبقى الحب الحقيقي متوهجا كالذهب وكلما طال عمره كلما ازداد بريقه ولمعانه، فكم من محبين عاشوا دهورا من السعادة والتفاهم لأن مشاعرهم كانت مبنية على الصدق والمشاعر الحساسة، وكم من قصائد عن الحب الخالص كتبت وما زالت تُذكر الى يومنا مثل حب قيس وليلى، عنترة وعبلى، وروميو وجولييت وغيرهم كثيرون، وكم من افلام سينمائية رومانسيّة نقلت واقع المحبين وعذاباتهم وفداءهم بعضهم لبعض كالتيتانيك...