نشرت مؤسسة "ليبرتاريان" في الولايات المتحدة، تقريرا يكشف عن مذكرة لوكالة الاستخبارات الأميركية، رفعت السرية عنها، تتناول سيناريوهات كانت وضعتها واشنطن لسقوط النظام السوري خلال عهد الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، في مرحلة كانت تخوض فيها سوريا حربا مع اسرائيل والغرب، ووسط أزمة دبلوماسية عزلت سوريا عن العالم، وكشفت الوثائق الـ 24 التي رفع عنها تصنيف السرية، عن تحول دراماتيكي كان يخطط له في العام 1986 في سوريا خلال ولاية الرئيس الأميركي رونالد ريغين، وتشير الوثائق الى ان انقلابا كان يحضر له على نظام الأسد، لكنه فشل في النهاية.
وقد حذرت إحدى الوثائق المنشورة من إمكان اندلاع حرب أهلية مشابهة لتلك التي تشهدها سوريا منذ العام 2011، وتذكر تفاصيل، مثل إمكان اندلاع ثورة سنية قد لا يتمكن النظام من سحقها في حال انضم اليها كبار الضباط السنة في الجيش السوري، وتشير الوثائق الى ان واشنطن كانت تفضل انتقال الحكم آنذاك الى الأكثرية السنية وبالتحديد الى الأخوان المسلمين الذين كانوا بنظرها الأكثر تنظيما من بين المعارضات الأخرى، والذين كانت تعتبر واشنطن انهم سيكونون موالين لها بعكس النظام البعثي بقيادة الأسد الذي كان يصعب استمالته والسيطرة على قراراته وكان يعادي سياسات الولايات المتحدة في المنطقة ويتصدى لها.
وتكشف الوثائق ان هذا السيناريو بالحرب الأهلية في سوريا وصل الى مراحل متقدمة حيث ناقش صانعو القرار في واشنطن تفاصيل من سيحكم سوريا بعد سقوط نظام الأسد ويشدد السيناريو على ان الطبقة المخملية في دمشق وحلب لديها مصالح مالية كبيرة في سوريا وهي لذلك ستتعاون مع الغرب والولايات المتحدة وستنهي الصراع مع إسرائيل، وذلك لتتمكن من الاستمرار والحفاظ على مصالحها وتوسيع أعمالها التجارية، ويلفت هذا السيناريو الى ان تخويف هذه الطبقة من التأثير الإيراني على المناطق السنية الفقيرة في سوريا، والتشييع الحاصل في صفوف السنة، سيضمن تعاون الحكم الجديد الذي يقوم على الأكثرية السنية في سوريا، مع المجتمع الدولي، وتضيف هذه الوثائق المنشورة ان يمكن ايضا للولايات المتحدة ان تعتمد على حلفاء لها في المنطقة من الدول السنية مثل مصر والسعودية، وتسمي الوثائق في هذا السياق حليفا قويا من داخل النظام وهو نائب الرئيس السابق للرئيس السوري حافظ الأسد عبد الحليم خدام الذي سيتعاون في الانقلاب على رئيسه، وقد اثبتت هذه النظرية صحتها اليوم بعد الدور الذي لعبه خدام في أحداث سوريا، وتذكر الوثائق ايضا رفعت الأسد في نفس السياق التآمري على نظام الأسد.
ويختم التقرير عن المذكرة، من أنه تبين ان تغيير الأنظمة بالقوة في أي دولة في العالم وبخاصة في دول الشرق الأوسط التي تتميز بتعدد طوائفها، قد يكون من أسوأ السيناريوهات وأكثرها رعبا، لدرجة لا يمكن تخيلها او ضمان نتائجها كما يحدث اليوم في الأزمة السورية.