بعيداً عن المأساة التي يعيشها الفلسطينيون في مخيم عين الحلوة التي تُدمي القلوب، والتي يُفترض أن تقع تحت نظر أي مقاربة ومعالجة للحالة البائسة المستمرة لهذا المخيم. فإنّه من حقنا أن نسأل مجموعة من الأسئلة للتنبيه والتذكير.
أولاً: مَن يعلم من الفلسطينيين داخل المخيم والقيادات المسؤولة عنه أن هذا المخيم بات آخر مكان يرمز إلى قضية حق العودة وأن هناك سعياً صهيونياً حثيثاً لإسقاط هذا الحق من خلال الضغوطالسياسية على الدولة اللبنانية والتي تأتي من جهات دولية وعربية مختلفة؟
ثانياً: هل يعلم الفلسطينيون داخل المخيم والقيادات المسؤولة عنه أن تهجيراً جديداً، لو حصل سيتسبّب بمضاعفات أمنية وسياسية وإنسانية خطيرة على الفلسطينيين في لبنان، وسيدفعهمإلى تحمّل ضريبة أشد من الضريبة التي يتحمّلون دفعها حالياً رغم الظروف الراهنة المعقدة والصعبة؟
ثالثاً: هل يعلم الفلسطينيون داخل المخيم والقيادات المسؤولة عنه أن هناك مخططات ومشاريع دولية موافقاً عليها إسلامياً وعربياً للتطبيع الكامل مع العدو الإسرائيلي، وبالتالي سيكونون ضحية أي صفقات وتسويات جديدة؟
رابعاً: هل يعلم الفلسطينيون داخل المخيم والقيادات المسؤولة عنه أن أجهزة استخبارات إسرائيلية وعربية وغربية تعمل ليلاً نهاراً على دفع الفلسطينيين للتقاتل في ما بينهم وتيئيسهم وتشريدهم وتهجيرهم وتمزيقهم وإضعافهم لحملهم على التخلي عن حقوقهم التاريخية في فلسطين؟
خامساً: هل يعلم الفلسطينيون داخل المخيم والقيادات المسؤولة عنه أن وظيفة التقاتل الفلسطيني الفلسطيني ليست فقط إنهاك الواقع الفلسطيني وإشغال الفلسطينيين بأنفسهم، بل تشتيت أنظارهم عن التحولات الديمغرافية الخطيرة التي يقوم بها الصهاينة من خلال تسريع وتيرة الاستيطان وصولاً إلى تهويد القدس؟
سادساً: هل يعلم الفلسطينيون داخل المخيم والقيادات المسؤولة عنه أن السياق العام للتطورات والأزمات والفتن في المنطقة تستهدف بشكل رئيسي تصفية القضية الفلسطينية وإخضاع الفلسطينيين للشروط والإملاءات الغربية والإسرائيلية؟
سابعاً: هل يعلم الفلسطينيون داخل المخيم والقيادات المسؤولة عنه أنهم يمكن أن يكونوا ضحيةبعض المشاريع التي تقضي بسيطرة تنظيمات إسلامية متشددة توالي داعش وغيرها، وبالتالي لن يكون المخيم لأهله بل لإرهابيين لهم أهدافهم الخاصة؟
ثامناً: هل يعلم الفلسطينيون داخل المخيم والقيادات المسؤولة عنه أنهم يمكن أن يكونوا وقوداً لفتنة لبنانية فلسطينية تبدأ في عين الحلوة ولا يعلم إلا الله أين تنتهي؟
تاسعاً: هل يعلم الفلسطينيون داخل المخيم والقيادات المسؤولة عنهأن توتير الوضع الأمني له حسابات إقليمية معقدة ترتبط بالمعادلات الاستراتيجية وإدارة الأوضاع في مناطق الأزمات العربية؟
عاشراً: هل يعلم الفلسطينيون داخل المخيم والقيادات المسؤولة عنه أن هناك مَن يفكّر بقطع طريق الجنوب – بيروت. الذي يعني قطع طريق المقاومة. فمَن هو هذا الذي يعمل لقطع طريق العودة إلى فلسطين وتحريرها!!
هل من أحد سيجيب على هذه الأسئلة؟ الفلسطينيون مسؤولون عن مصيرهم ومصير جيرانهم، فهل ينتظرون تغريبة جديدة أشدّ من تغريبتهم الأولى!!