اعتبر عضو الائتلاف السوري المعارض ورئيس المجلس الوطني السوري السابق عبد الباسط سيدا ان مفاوضات جنيف تندرج باطار "رفع العتب"، لافتا الى أنّ اقرار عراب العملية المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا مع انطلاقة الجولة الرابعة قبل أكثر من أسبوع بأنّه لا يتوقع اختراقا حقيقيا في جنيف، ليس كلاما شاعريا انّما يعبّر عن تفاصيل ملف يمسكه منذ سنوات.
سيدا وفي حديث لـ"النشرة" وصف رضوخ النظام السوري للضغوط الروسية بادراج بند الانتقال السياسي على جدول الأعمال، بالانجاز "غير المنطقي" نظرا الى ان ذلك يجب أن يكون "تحصيلا حاصلا"، مذكرا ان وفد المعارضة اتّجه الى الجولة الرابعة من المفاوضات على أساس أنّ جدول الاعمال مؤلف من 3 بنود هي، الانتقال السياسي والدستور والانتخابات. وأضاف: "لكن النظام وكعادته يحاول التهرب كلما شعر ان المفاوضات باتت جدية وقد تبحث حقيقة بالانتقال السياسي".
مناطق نفوذ
ولفت سيدا الى أن المسائل كلها "لا تزال غير واضحة في ظل الغياب اللافت للطرف الأميركي ما ينعكس تلقائيا على الحضور الأوروبي، وهو يعني ترك الميدان والساحة لموسكو، وأشار الى أنّ "الروس يحاولون حاليا الدفع بالمفاوضات السياسية لأنّهم يدركون أنّهم وفي مرحلة معيّنة لن يتمكّنوا من الاستمرار على ما هم عليه اليوم في الداخل السوري لأن الأثمان ستتحول باهظة جدا، الا انّهم بالوقت عينه لا يزالون يدعمون النظام عسكريا ويغطّونه في مجلس الأمن لعدم وجود ارادة جدية للبحث بعملية الانتقال السياسي".
ورجّح سيدا أن يكون الأميركيون حاليا يرتبون لأمر آخر من خارج جنيف على ان يتبلور بعد زيارة رئيس الـCIA ورئيس الأركان الى المنطقة، مشيرا الى ان هناك "حديث جدي بشأن المناطق الآمنة او بمعنى آخر بتوافق دولي واقليمي على تقاسم مناطق نفوذ في سوريا تحضيرا لمرحلة قادمة قد تطول او تقصر".
تنافس فخصومة فخلاف؟
واعتبر سيدا أن سياسة الادارة الأميركية الجديدة هي بنفس الوقت "امتداد وتجاوز لسياسة الادارة السابقة، خصوصًا وأن هذه الأخيرة تركت ارثا ليس من السهل تجاوزه"، لافتا الى ان لدى ادارة الرئيس الجديد دونالد ترامب "نظرة جديدة لترتيب العلاقات في منطقة الشرق الأوسط بأكملها". وأضاف: "نترقب تفاهما أميركيا–روسيا على بعض المسائل من شأنه تحجيم الدور الايراني والضغط على النظام السوري لعدم تعميق علاقته بطهران وبالتالي الاعتماد على ميليشياتها في الميدان".
وأشار سيدا الى ان الصورة لا تزال غير واضحة المعالم بالكامل الا ان هناك خريطة جديدة ترسم لسوريا انطلاقا من مناطق نفوذ تقسّم على الشكل التالي: المنطقة الشمالية الغربية لتركيا، شرق الفرات لواشنطن، المنطقة الجنوبية للأردن وما يُعرف بسوريا المفيدة للروس والايرانيين، "لكن السؤال هل سيتمكن هذان الطرفان من الانسجام بالكامل ام ان الامور ستتطور من تنافس فخصومة فخلاف"؟.