لم يكن نهار أمس الخميس يوما عاديا في تاريخ "سحب اللوتو" في لبنان، "فالجنون المتنقل" في حياة اللبنانيين انتقل الى "اللوتو" وأبت 16 شبكة الاّ أن تفوز جميعها بالجائزة الأولى، ما سبب "صدمة" بحياة 16 عائلة ظنّت لوهلة أنها دخلت عالم "المليون دولار".
وقفة إعلانيّة فصلت بين الخيال والواقع، فعند إعلان أرقام السحب وتهنئة الفائز، انتقلت المحطة الى فاصل اعلاني لتعلن بعده أن 16 شبكة فازت في الجائزة الاولى، وبالتالي قُسّمت الجائزة الكبرى والتي تبلغ ما يزيد عن مليون دولار أميركي على 16 شخصا، فنال الواحد منهم حوالي 77 ألف دولار أميركي، وكانت المفاجأة الثانية أن حصل رابح الجائزة الثانية على نفس المبلغ أي ما يقارب الـ77 الف دولار أميركي أيضا، فتساوت الجائزتين في حادثة فريدة من نوعها.
شكّلت هذه الواقعة مادة جاذبة لرواد مواقع التواصل الإجتماعي، فانهالت التعليقات الساخرة في كل مكان، وقالت يارا حلال "حظّي الزفت أحلى من حظّ يلي ربح اللوتو اليوم وفكر حالو صار ملياردير قبل ما يكتشف انو في 15 غيره ربحوها ورح تنقسم الجائزة عليهن". لم تبتعد التعليقات عن "ذكر" الحظ السيء لمن ربح اللوتو، مع العلم أن العكس هو ما كان يجب أن يكون، لأن الرابح وإن ربح مبلغا أقل مما كان متوقعا، يبقى رابحا. وأورد أبو طوني "حتى اللوتو عنا بـلبنان صار مجنون تصوروا 16 شبكة ربحت الجائزة الاولى"، وكتب سامر حايك "قدّيش بشعة تنام مليونير توعى مديون أي جايزة اللوتو الليلة بعد ابشع بين"المليار و800 مليون" والـ"100 مليون"... دقيقة دعايات".
تنوعت تعليقات اللبنانيين ولكن هذه المرة لم ينقسم "شارع" مواقع التواصل الاجتماعي بين مؤيد ومعارض، فكانت الكتابات "فكاهيّة" وصلت الى حد قول راشيل جعجع "حمد الله ما ربحت اللوتو اليوم... كنت عملت فالج" ومثلها يورغو البيطار "لو ربحت اللوتو اليوم كنت انتحرت 16 شخص ربحوا الجايزة الاولى! من مليون دولار لأقل من 100 الف"، بينما اشتكت غنوة دبوق من "حظّها" بالقول "16 شخص ربحوا جائزة اللوتو، صرلي 16 سنة بقطع ما ردّت حقها غير مرة". واعلن فؤاد مطران عن وجود " 16حالة فالج بعد صدور نتايج اللوتو".
توالت التعليقات الساخرة المنطلقة من واقع لبنان السياسي والطائفي، فكتب عقيل أيمن "على سيرة الـ16 يلّي ربحوا جائزة اللوتو، في طائفتين مؤسستين كريمتين ما تمثلوا، بصير هيك"، بينما قال سماح قسماني "عادي... أصلا لبنان بلد العجايب... بس ما يكونوا سياسيين يلّي ربحوا اللوتو"، والى جانب الفكاهة ذهبت ستيفاني راضي بعيدا عندما تحدثت عن "أمر مريب" وكتبت على حسابها " بحس انو انخفضت نسبة مبيعات "اللوتو" فصار بدّن يعملو شي لترجع تِعْلا هالنسبة متل دعاية الن، فَرَبّحو هالـ16 شخص".
تحوّل على مواقع التواصل الاجتماعي خبر فوز 16 شخصا باللوتو الى حدث "ساخر" أصاب الفائزين، ولكن الحقيقة ليست كذلك، اذ أن 16 عائلة كسبت ما يزيد عن مئة مليون ليرة، وهذا كافٍ لوحده ليجعل ليلة الفائزين تاريخية، تماما كما هي حال "لعبة اللوتو" التي شهدت حدثا نادرا قد لا نسمع به مجددا.