في التركيبة الحزبية للتيار الوطني الحر، هناك المجلس السياسي الذي ينعقد مرةً في الشهر، وهو أوسع بكثير من الاجتماع الأسبوعي لتكتل التغيير والإصلاح، وفيه تُرسَم معالم السياسة التي يسير عليها ويحدد مواقفه من القضايا المطروحة.
ولأنَّ هذا الإجتماع جديدٌ على الرأي العام، فإنَّه لم يتخذ بعد الحيِّز الذي يجب أن يتخذه من الإهتمام، على رغم أنّه يؤشِّر إلى النهج السياسي الذي يسير عليه التيار.
ماذا حصل؟
يوم الإثنين، مطلع هذا الأسبوع، انعقد الإجتماع الشهري للمجلس السياسي للتيار، والنقاش الأطول كان حول قانون الإنتخابات، وفي هذا الإجتماع تمَّ رسم خريطة طريق للتحرك الذي يمكن أن يحدث بالنسبة إلى قانون الإنتخابات، سواء سياسياً أو شعبياً.
وفي ما وزِّع بعد الإجتماع قول المجتمعين ومفاده أنَّ ليس لدينا خيار آخر سوى الوصول إلى قانون إنتخاب عادل ومنصف يقوم على النسبية بأشكال يمكن أن تكون مختلفة. لا شيء نهائي حتى الآن ولكن الأجواء قد تكون إيجابية. علماً أننا كتيار قد وضعنا سقفاً زمنياً، وهذا الموضوع هو ملك المواطنين، وعندما نجد أنَّ الحائط أصبح مسدوداً سنتوجه إلى الشعب ونقول له:
هذه هي المعطيات التي بين أيدينا، التصرف والمبادرات لك، ونحن إلى جانبك، لأن هذا هو الأمل الذي ينتظره الشعب والذي قد وضعه على عاتق كل القوى السياسية.
أهمية هذا الموقف أنه فتح الطريق أمام تحركات شعبية قد يشهدها الشارع للضغط في اتجاه قانون جديد للإنتخابات ولرفض الستين.
وهذا هو مغزى الكلام سنتوجه إلى الشعب.
فخيار الشعب هو واحد من الإستراتيجيات التي ينتهجها التيار الوطني الحر منذ سبعة وعشرين عاماً:
في تسعينيات القرن الماضي حوَّل العماد عون قصر بعبدا إلى قصر الشعب.
وقبل انتخابه بأسابيع، عاد إلى خيار الشارع، ومَن لا يتذكَّر التظاهرة التي امتدت من الطريق الدولية في الحازمية إلى مفترق القصر الجمهوري.
وحتى بعد الإنتخابات، تمَّ استقبال أكبر علم لبناني، ورُفعت على المدخل الداخلي للقصر يافطة بيت الشعب.
سلاح الناس يبدو أنه يُحضَّر مجدداً، إذا لم يتم الأخذ بالسير بقانون جديد. والساعة الصفر لهذا التحرك هي في يد رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل.
باسيل ووفق المعلومات، يُحضِّر لمشروع قانون جديد قد يبصر النور أواخر هذا الأسبوع، ولم تُعرف خطوطه العريضة بعد، وفي حال رفضه فإنَّ الساعة الصفر للتحرك الشعبي قد تُعلَن.
لكن إلى أيِّ حدٍّ يمكن الاعتماد على خيار الشارع؟
يُخشى أن تتمَّ العودة إلى خيار لكلٍّ شارعه، خصوصاً أننا في شهر تكثر فيه المناسبات وقد تُعتمد الحشود الشعبية لتوجيه رسائل في أكثر من اتجاه، فرئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط يُحضِّر لأوسع حشدٍ شعبي، في المختارة، في الذكرى الأربعين لاغتيال كمال جنبلاط، فهل تتدحرج كرة الثلج الشعبية في أكثر من منطقة؟
أم يُسحَب صاعق التصعيد في اللحظة الأخيرة، لأنه من غير المفهوم ضد مَن سيكون النزول إلى الشارع؟