"هوليداي أون آيس" هي واحدة من الفرق الفنية التي زارت بيروت وقدمت عروضاً على مسرح كازينو لبنان في العام 2010. ولكن بعيدا عن الفن، ارتبط اسم هذه الفرقة بواحدة من فضائح رئيس مجلس إدارة الكازينو حميد كريدي، نظراً للتكلفة الباهظة التي دفعها الكازينو مقابل هذه العروض والتي أدت بنهاية الحفل الى خسارته مبالغ كبيرة.
بالامس القريب مَثَل أمام التحقيق في العدلية مدير سابق في الكازينو، وكانت شهادته "دسمة"، فقد علمت "النشرة" أن المدير تحدث بالتفصيل المملّ لساعات وساعات عن ملفات كبرى بدأت بفرقة "هوليداي أون أيس" ومرت بملف Vip Parking، ولم تنته بقضية بدل النقل وExtra Gracias وغيرها من ملفات الفساد التي باتت حقيقتها مثبتة أمام القضاء بالوثائق لا بالكلام فقط".
وهنا اشارت المصادر الى أن "الشاهد روى قصّة "الهوليداي أون أيس" التي كلفت بحسب الأوراق التي حصلت "النشرة" عليها حوالي المليون ومئتي ألف دولار أميركي، فيما وصلت تكلفة الاعلانات التي دفعتها شركة كازينو لبنان الى شركة M&C Saatchi الى حوالي 889 مليون ليرة لبنانية".
قبل الغوص في تفصيل هذه الأرقام عاد الشاهد وبحسب المصادر الى "العام 2009 أي قبل إستلام حميد كريدي رئاسة مجلس ادارة كازينو لبنان والى العروض التي كانت تعرض على مسرح الكازينو، والذي كان يقوم بتوقيع العروض عبر مديره مباشرةً مع الفرق"، مقدما عن ذلك أمثلة عديدة منها "صيف 840، Helene Segara، Lidos De Paris، Cirqus De Mosko"، ومشيرا الى أن "أيًّا من هذه الحفلات لم تكلّف المؤسسة ما يفوق الثلاثمئة ألف دولار فيما أرباح الحفلات كانت هائلة"، مضيفا: "تكلفة حفلة Cirqus De Mosko اربعة آلاف دولار (4000$) في الليلة الواحدة، وبقي هذا العرض لحوالي الشهر وقدم 40 حفلة أي أنها كلفت مئة وستّون ألف دولار (160.000$) في الاربعين حفلة، وكان يحضر اليها حوالي الالف شخص في كل مرة، وكانت ارباح الكازينو وقتها حوالي 170 الف دولار في الشهر بعد حسم جميع المصاريف، فيما لم تتجاوز كلفة الاعلانات 35 ألف دولار، فلماذا كلفت حفلة "هوليداي أن أيس" مليون و200 ألف دولار وأدّت الى خسائر وصلت الى مليوني دولار؟!".
وتابع الشاهد اعترافاته: "مع بداية تولي حميد كريدي رئاسة مجلس إدارة كازينو لبنان قرّر استقدام الفرقة المذكورة لتقدم عروضا على مسرح الكازينو بواسطة شركة مجهولة تحمل إسم SARL 2503، متجاوزا القاعدة التي تنص على إجراء الاتفاقات مباشرة بين الفرقة والكازينو". واضاف: "يومها اصطدم كريدي بمدير البرامج الفنية في الكازينو جوزيف شلالا الذي كان مسؤولاً سابقاً عن إحضار الفرق الفنية الى لبنان، والذي رف دفع مبلغ بهذا الحجم لإحضار فرقة فنية"، مشيراً الى أنه "بعد إصرار كريدي وقيامه بتوقيع العقد بواسطة شركة ودون عرضه على مجلس الادارة، راسل جوزيف شلالا "هوليداي أون ايس" بواسطة أحدهم، واكتشف ان أتعاب الفرقة لا تتجاوز 300 الف دولار بحال ارادت الحضور الى لبنان لمدة شهرين".
نظراً للخسارة التي مُني بها الكازينو لعدم بيع بطاقات الحفلة قام كريدي بحسب الشاهد، "بفرض شراء بطاقات على الشركات التي تقوم بالتعامل مع الكازينو مهددا باللجوء الى شركات أخرى منافسة لها للاستفادة من خدماتها، كذلك قام بإجبار مدراء الأقسام على الإتصال بهذه الشركات لشراء البطاقات، فتجاوب البعض منها فيما رفض البعض الآخر هذا الأسلوب كما حصل مع شركة Golden Star التي ادّعت على الكازينو على اثر هذا الامر"، الا أنه رغم كل محاولات كريدي لتخفيف المصيبة، خسر الكازينو حوالي المليوني دولار بعد إنتهاء العروض.
عملياً هذه المعلومات وردت في شهادة أحد الذين استدعوا الى التحقيق، وقد ارفقت أقوالهم بمستندات قدمت الى النيابة العامة تظهر السرقة الواضحة في "صفقة" الهوليداي أون أيس"، فماذا عن قضية الفاليه باركينغ؟.