الأم كلمة صغيرة تختصر معاني الحب الكبيرة وتحمل في طياتها عناوين التضحية والرأفة والحنان، ولا شك أن يوماً في السنة لا يفي الأم حقها وهي التي حملت أولادها حيث لا يحمل احدٌ أحداً، وسهرت الليالي على راحتهم، وأفنت حياتها في سبيل غيرها، ولكن يبقى الإحتفال في عيد الأم والذي يصادف في الواحد والعشرين من شهر آذار له رمزيته الخاصة بما يحمله من معانٍ وعبر. فبعد ايام على إنشغال مواقع التواصل الإجتماعي بالوضع السياسي في لبنان بدءاً من قانون الإنتخاب مروراً بقضية سلسلة الرتب والرواتب، وصولاً إلى قضية الضرائب وما رافقها من حملات وتظاهرات في الشارع، أتى عيد الأم لينفس بعضاً من الإحتقان الذي شهدته الساحة الإلكترونية، فإحتفل رواد مواقع التواصل الإجتماعي بالمناسبة على طريقتهم، فإنتشرت صور الأمّهات على الصفحات مع عبارات المعايدة والإمتنان للأم في عيدها.
الناشطة سلوى إعتبرت أن "الأمهات لسنَ نساء، إنهّن سماوات وجنات ممتلئات بالسحر والحب والحنان والسلام وجميل الأحلام"، بينا رأى أحمد أن "الام هدية الله للبشر ويجب ان نشكر الله على هديته كل يوم وليس فقط في عيد الأم". وعلى طريقته عبر يوسف عن حبه لوالدته بالقول: "جعلوا لأمّي يومًا، وما دروا بأنّ أمّي كلّ أيامي"، وفي زمن المتغيّرات بحسب صلاح فإن الأم هي الحب الوحيد الثابت والحقيقة التي لا تتغير. أما أدهم فتفاخر أمام اصدقائه ونشر صورة والدته وارفقها بتعليق:" امي ومن كأمي من أصدق من دمعتها من لهفتها من حبها، أمي جنة الله على الارض لا شيء يشبهها، سلام على جنة جعلها الله تحت قدميها". ورداً على بعض التعليقات التي إعتبرت ان إختصار الأم في يوم واحد غير مقبول، علّق وسام قائلاً: "الام لكل يوم وكل لحظة وكل ثانية وبكل هيدي اللحظات نحن منحتفل فيها بس بقلبنا وهيدا النهار هوي ليطلع الواحد كل شي بقلبوا وبصدق. لا الصورة ولا الحكي ولا المعايدة بتوفي حقك ولا بتنسيكي كل التعب اللي تعبناكي اياه ولا الزعل اللي سببناه".
ودعا رأفت كما الكثيرين إلى الإحتفال بهدوء في المناسبة على مواقع التواصل الإجتماعي حفاظاً على مشاعر من فقد أمه قائلاً: "احتفلوا بهدوء، فهناك بعض الأيتام يتألمون"، فكانت سلسلة ردود من عدد من الناشطين فعلّق نضال متسائلاً: "ما المشكلة اذا وضع الشخص صورة أمه؟، اين المشكلة اذا في يوم واحد من السنة تذكرنا ان لدينا جنة الله في بيوتنا"؟، مضيفاً: "كلنا نعلم حال الدنيا وكلنا نعلم ان هناك أناس محرومة من أمها ومحرومة من الحنان والعاطفة ولكن في الوقت نفسه كانوا يحتفلون بأمهاتهم عندما كانوا على قيد الحياة ومن حقنا أن نشبع من امهاتنا"، مؤكداً أن "الأم ليست كلمة عادية ولا مصطلح لغوي من الأبجدية لأن الابجدية لا تستطيع ان تعطي وصفا عادلا للأم"، داعياً الشباب لعدم مفارقة امهاتهم في اي لحظة وعدم السماح لظروف الحياة أو الزواج أو الأولاد ان يسرقوا منكم امهاتكم لأن الموت يخطف الروح في لحظة واحدة. وفي تعليق معبر اسف حسن لفقدان امه متسائلاً: "هل من يرشدني كيف أعود او يخبرني عن اي وسيلة؟ هل اعود يوما لعبة في احضانها وتكون امي لي دليلة"؟. ولم تخلُ بعض التعليقات من الفكاهة كتعليق الناشط حسام الذي كتب معايداً والدته: "بمناسبة عيد الام اقول لأبي شكرا لحسن اختيارك"، أو ماهر الذي أدخل السياسة في المناسبة قائلاً: "ملعونةٌ أم الإرهابيين هي وتربيتها وأولادها"، أما دومنيك فأعتبر أن "أجمل الأمهات هي التي ورثت عن أبيها عشرة ملايين دولار واورثتهم لإبنها".
هذا وإنتهز بعض السياسيين الفرصة لمعايدة امهاتهم عبر مواقع التواصل الإجتماعي وكان ابرز المعايدين رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري الذي سأل الله ان يحفظ أمه وكل الأمهات، بدوره إعتبر عضو كتلة المستقبل النائب هادي حبيش أنه "لولا الأمّ لما ألمّت الأمم بفحوى الحبّ، التّضحية، والحنان"، من ناحيتها سألت عضو المكتب السياسي في تيار "المردة" فيرا يمين: "مين قال الدني أم؟ الأم هيي الدني"، لتتوالى عليها التعليقات المعايدة كونها هي أم ايضا.
أما الوزيران السابقان آلان حكيم ونيكولا الصحناوي فأجمعا أن "الدني إم". وفي سياق آخر إستغل أصحاب المتاجر ومحلات بيع الورود المناسبة عبر الترويج لبضائعهم عبر مواقع التواصل الإجتماعي فإنتشرت صور المعايدة وعبارات التهنئة في العيد، كما تزينت البضائع بالشعارات التي تختص بالمناسبة في محاولة لجذب الزبائن.
ومن حسنة عيد الأم ان تزينت مواقع التواصل الإجتماعي اليوم بصور الأمهات بعيدا عن الإنقسامات والخلافات، فألف تحية للأم في عيدها ورحم الله الأمهات المتوفيات.