أكد مدير الفرع الثاني لكلية الإعلام في الجامعة اللبنانية الدكتور هاني صافي ان "لا طائفة ولا سياسة تقف أمام رسالتنا الأكاديمية والتثقيفية، إنها خطة كنا قد بدأناها في ما بيننا كمديرين وأساتذة، ونريد لهذه المبادرة أن تكمل في ما بينكم انتم الطلاب وأن تكون علاقة حوار دائم تتخطى الأمور السطحية الى الأمور الأبعد والأعمق".
وخلال لقايه مع مدير الفرع الأول الدكتور رامي نجم، على رأس وفد من الأساتذة وطلاب الفرع الأول في الكلية، دعا إلى بناء علاقة متينة من خلالها تكتشفون النقاط المشتركة في ما بينكم، وتنطلقون منها لتبنوا على أساسها أساسات هذا الوطن وجسور الحوار الحقيقي، فلبنان لا يبنى من دونكم، من دون قناعاتكم ومحبتكم، من دونكم في الفرعين، الفرغ الأول والثاني وفي كل الفروع، لا يبنى من دون جسور الحوار. لبنان المتضارب، المتحارب والمنقسم، لا يستطيع الاستمرار والديمومة كما أثبتت التجربة. لبنان لا ينهض إلا بشبابه المنفتح وبشبابه المثقف والواعي وليس بشبابه المنغلق والمتقوقع على ذاته.
من جهته اشار نجم الى "اننا كلية واحدة، الفروع وجدت في ظروف استثنائية ولصعوبة عملية التنقل عليكم، وتوفر علينا عمليات المواصلات. في السياسة ربما أنا وصديقي الدكتور هاني صافي يجب أن تكون متباعدة إنتماءاتنا في أقصى اليمين وأقصى اليسار. وهذا لا يعني أن نكون متباعدين في عملنا. كلنا كأحزاب نحب لبنان, كل زعيم يحب لبنان كما يراه وعلى طريقته، عليكم أن تغيروا قناعتنا، وأن تفرضوا علينا كيف يجب أن يكون لبنان، ولا يجب أن يفرضوا علينا من سبقونا، أو نحن نفرض عليكم لبنان كما نراه، أو يفرض عليكم كيف تتعاملون مع بعض".
ولفت الى ام "الأصعب هو أن لا نتواصل، فالإنسان عدو ما يجهل. كلما تقربتم من بعضكم البعض اكتشفتم ان هذه العاطفة متبادلة بينكم. وكلما تباعدتم ازداد خوفكم. نحن نريد أن يبقى هذا التنافس في ما بيننا كفروع، ولكن نريده تنافسا أكاديميا، مهنيا، نحو تقديم الأفضل، وهذه نريدها أن تكون بيننا كفروع وكجامعات خاصة أيضا".
وأكد أن "على الجميع تقدير كفاءة طلاب الجامعة اللبنانية، حيث يقدرون في الخارج، في حين أن النظرة ليست ذاتها في لبنان. أشكر الدكتور هاني على هذه المبادرة لأنه لم يكتف بالقول إننا نريد أن نلتقي، بل حققه فعلا. وهذه البداية يجب ألا يمضي عليها وقت طويل، بل يجب أن تكرر، وتقام مناقشات وحوارات في مجلس وحدة الجامعة، ولا سيما في مشاريع التخرج المشتركة، وإقامة نشاطات اجتماعية تجمع بين الطلاب".
ثم اجتمع الطلاب في حلقات حوار تعارفية بحثوا خلالها في أمور أكاديمية، "وتفكيك الحواجز التي أورثتها الحروب والأوضاع اللبنانية لطلاب الكليات والفروع من فرز سياسي ومناطقي وطائفي"، وعبر بعض الطلاب عن سقوط هذه الحواجز التي ألغيت في هذا اللقاء الذي جمعهم بالفرحة والمحبة ومعرفة الآخر.