«اكلنا يوم اكل الثور الابيض» هذه العبارة التي تلفظ بها احد الثيران الذين التهمهم ملك الغابة واحداً تلو الاخر بعد ان اكتشف خطأه وادرك حينها ان من يتنازل عن المبدأ الذي يحميه مع اترابه مرة واحدة فهو بذلك يتنازل مرة تلو المرة فعندما أعطى الموافقة على أكل زميله الثور الأبيض أعطاه الموافقة على اكله.
ما ورد اعلاه ينطبق على حالة فريقي 14 و8 آذار الذين فرقتهم الاستراتيجية فبدأوا بالرحيل من غرف النضال منهم بموقف واضح كما فعل النائب وليد جنبلاط واخرون انسحبوا منها في ليلة ظلماء افتقد فيها البدر ولكن الانسحاب الكبير كان من قبل من اعتبروا انفسهم آباء «ثورة الارز» لان استراتيجية المصالح تعلو فوق كل اعتبار هذا لناحية فريق 14 الذي سقطت اعمدة دعائمه بشكل كامل. اما فريق 8 فهو رغم تعرضه للتصدعات لكنه ابقى على الخطوط والاهداف والمبادىء التي نادى بها ولو انخرط البعض من مكوناته في تحالفات مع جهات تعارضهم في هذه الاستراتجية لكن الثابت انهم دائماً يحاولون اثبات صحة خياراتهم وقناعاتهم وباتت اغصان شجرة «الارز» التي اجتمع حولها فريق 14 آذار تتنازع بين البقاء والفناء حيث بذلت العديد من المحاولات لانقاذ ما تبقى من اغصانها الى ان ظهرت على مسرح هؤلاء الثوار حركة «مستمرون» فهل ستكون العلاج الناجع ام ستلقى مصير الامانة العامة والمولود الثاني «المجلس الوطني لمستقلي قوى 14 آذار» لاسيما وان الصراع بات على جبهتين جبهة الفريق نفسه بمقابل اخرى تتمثل بالخصم الدائم فريق 8 آذار الذي يتبادل «الخبز والملح» مع جزء من فريق «ثورة الارز».
انطلاقاً مما ورد وفي حال أردت أن تعرف المصير الحقيقي لفريق 14 آذار رافق امينها العام الدكتور فارس سعيد في جرود قرطبا حيث «يهوشل» في البرية يجول في الغابات ويستكشف مغاور المنطقة. وإذا تعذر اللقاء فالمتابعة عبر التويتر على صفحة سعيد ترشدك إلى أن الجماعة غادروا نهائيا الأمانة العامة وذهب الناشطون كل في اتجاه. وحده الزميل نوفل ضو بقي على إيمانه الراسخ بأنها لا تزال تنبض بالحياة. وهو لا يزال مفعما بالأمل رغم الاحباطات المتتالية التي أدت به في إحداها إلى السجن بعد توقيف الدكتور سمير جعجع. وما كاد يستقر به المقام في الأمانة العامة لقوى 14 آذار حتى انفرط عقدها. فلجأ إلى الصيفي التي البست مؤخرا ثوب المعارضة. لكن حسابات البيدر لدى الشيخ سامي لم تكن مطابقة للمواصفات الكتائبية عندما رمى المتظاهرون حليفهم رئيس الحكومة بزجاجات المياه. فغادر الكتائبيون الساحة ومعهم عضو الأمانة نوفل ضو بعدما وعد المشاهدين بأن التظاهر سيدوم ويدوم.
اللافت اليوم في هذا الاطار الجديد لما كان يعرف بفريق 14 آذار والذي اصبح متداولاً بمسمى «ناشطو 14 آذار- مستمرون» والذي ضم في اجتماعه الاول شخصيات التصقت اسماء العديد منهم بالامانة العامة التي ترأسها النائب السابق فارس سعيد الذي يبدو انه اعلن استراحته بعدما بدأت مكونات هذا الفريق تعتبر انها لم تعد صالحة في حين يرى البعض الاخر انها توفيت انما ستبقى بعقولهم وبقلوبهم وفق ما اكد عضو الامانة نوفل ضو خرج الى اطار آخر غير تنظيمي يهدف الى استكمال مسيرة 2005 التي طالبت بـ«الحرية والسيادة والاستقلال» لعدم تحققها وهم لا يبغون التنافس مع احد لا لناحية التنظيم والاصلاح ولا تغير ما هو قائم انما فقط الضغط لتظهير موقفهم مما يجري واقناع الرأي العام بضرورة الاستمرار في التحرك لتحقيق الاهداف التي من اجلها قامت «ثورة الارز» والتي لا تزال صالحة وضرورية لمعالجة الوضع في لبنان.
وتابع ضو ان ما يطرح اليوم على الساحة اللبنانية سواء لناحية الضرائب او لجهة قانون الانتخاب او موضوع آخر هو من صلب عملية استكمال موضوع «الحرية والسيادة والاستقلال» الذي رفع كشعار لفريق 14 آذار، فلا سيادة مالية دون تحقيق السيادة على الصعيد الامني والعسكري والقانوني لناحية بسط السيادة على الحدود والمعابر التي تحصل عبرها عمليات التهريب وكذلك بالنسبة لمطار بيروت والمرفأ وهذا امر اقر به وزير المالية علي حسن خليل عندما اكد ان الدولة لا تستطيع تحصيل 700 مليون دولار من الضرائب الجمركية فكيف للدولة ان تفرض الضرائب على الشعب وهي لا تستطيع تحقيق السيادة المالية كون الضـرائب هي جزء من السيادة المالية ومن سـيادة القـانون الواحد.