اعتبر لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية ان "الرسالة التي وقعها كل من الرؤساء السابقين ميشال سليمان، أمين الجميل، تمام سلام، نجيب ميقاتي، وفؤاد السنيورة، اثر اجتماع عقد على عجل بناء على طلب من السفارة الاميركية وحلفائها من الرجعية العرب في بيروت، إنما استهدفت تحريض الدول العربية ضد المقاومة الوطنية اللبنانية من خلال الزعم أن لبنان غير موافق على ما أسموه تدخل حزب الله في سورية أو العراق واليمن، والتذكير بسياسة النأي بالنفس للقول أن الموقف الذي سيعلن عنه فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في القمة، لا يعبر عن موقف لبنان الرسمي واللبنانيين عامة، وبالتالي محاولة خسيسة وخبيثة لإضعاف وإرباك موقف الرئيس عون، وتمكين من يدورن في فلك التبعية للسياسات الأميركية، من استغلال هذه الرسالة للنيل من الموقف الرسمي اللبناني المؤيد للمقاومة ودورها الرائد في محاربة الاحتلال الصهيوني والإرهاب التكفيري، الذي تقف الرجعية العربية وراء تصديره إلى سورية ولبنان والعراق وليبيا ومصر، وتمويله وتسليحه لضرب أمنها واستقرارها وإثارة الفتن داخلها وتفتيت وحدة مجتمعاتها، خدمة للمخططات الأميركية الغربية الصهيونية في السيطرة والهيمنة على العرب وثرواتهم وتصفية القضية الفلسطينية" .
ولفت اللقاء الى ان "هذه الرسالة المشبوهة الأهداف والإغراض تغاضت تماماً عن التطرق إلى العدوانية الاسرائيلية واحتلال العدو لأجزاء من الأرض اللبنانية في مزارع شبعا وتلال كفر شوبا وبلدة الغجر، والقرى السبع، كما تجاهلت التهديدات والاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة، والأطماع الصهيونية في ثروات لبنان النفطية والمائية، واكتفت بالمطالبة بالتضامن مع لبنان تجاه إسرائيل، وذلك رفعاً للعتب وللتعمية على حقيقة ما ترمي إليه الرسالة من محاولة مكشوفة ومشبوهة للنيل من دور المقاومة في مواصلة كفاحها لتحرير ما تبقى من أرض لبنانية محتلة وردع الغطرسة والعدوانية والاطماع الصهيونية، وهو ما لم تأت الرسالة على ذكره عن قصد، بل أن الرسالة تناغمت بشكل لافت مع الموقف الأميركي الغربي باعتبار مشكلة لبنان ليست مع الاحتلال الإسرائيلي وإنما مع ما أسمته" السلاح غير الشرعي"، ومعروف أن واشنطن والعواصم الغربية يحاولون النيل من شرعية سلاح المقاومة عبر إطلاق مثل هذا التوصيف عليه".
وأوضح انه "كما تجاهلت الرسالة الخطر والتهديد الذي تشكله الجماعات الإرهابية المسلحة التي تحتل أجزاء من الأراضي اللبنانية في سلسلة لبنان الشرقية، والجرائم التي ارتكبتها هذه الجماعات بحق اللبنانيين، ومحاولتها المستمرة القيام بعمليات تفجير واغتيالات، وتجاهلت الرسالة الدور الذي لعبته ولا تزال المقاومة، بالتعاون والتنسيق مع الجيش اللبناني، في التصدي لهذا الخطر الإرهابي، مما جنب اللبنانيين الكثير من الأخطار التي كانت ستلحق بهم لولا هذا الدور الهام للمقاومة، في حين حاولت الرسالة تصوير مشاركة حزب الله في محاربة قوى الإرهاب في سورية والعراق باعتبارها تدخلاً، في وقت يعرف الجميع أن هذه المشاركة تمت وتتم بالتنسيق مع الحكومتين الشرعيتين في البلدين الشقيقين، وكان لهذه المشاركة إسهام كبير في درء خطر الإرهابيين عن لبنان وحماية اللبنانيين من التعرض لمجازر مشابهة لتلك التي ارتكبها الإرهابيون في العراق وسوريا، وصون أمنهم واستقرارهم ووحدتهم الوطنية".