أكد رئيس الكنيسة الانجيلية في حلب القس ابراهيم نصير أن أبناء سوريا لن يقبلوا على الاطلاق بأي خطة لتقسيم بلدهم، مشددا على ان الشمال السوري جزء لا يتجزأ من الجمهورية العربية السورية. وفيما تحدث عن تحديات كبيرة تواجه أهالي حلب رغم تحريرها، حثّ على دخول المنظمات الدولية لاطلاق مشاريع تنموية مستدامة ترفع مستوى دخل المواطن.
وأشار نصير في حديث لـ"النشرة" الى أنّه وبعد معاناة دامت أكثر من 3 أشهر جراء انقطاع كامل للمياه عن مدينة حلب، "أصبحت الأمور أفضل وهي تتحسن تتدريجيا ويمكن وصف الوضع بالمقبول"، لافتا الى أنّه يتم حاليا توزيع المياه بحسب التقسيم والخريطة كما ترى مؤسسة المياه في حلب، "ونحن نشكر سلطات المدينة على الجهود الجبارة التي تبذلها مع وزير الموارد المائية، ولا ننسى بتاتا ان عودة المياه الى المدينة تم بدماء شهدائنا الذين حرروا مدينة الخفسة وسمحوا باستئناف عمليات الضخ".
وأوضح أنّه وبما يتعلق بوضع الكهرباء، "فهو لا يزال كما كان عليه، اي ان لا وجود على الاطلاق للكهرباء في المدينة نتيجة العمليات الارهابية للمسلحين الذين يستهدفون الابراج ويسرقون الأسلاك، ما يجعلنا نعتمد بشكل كامل على المولدات".
ولفت نصير الى أنّه "بعد تحرير الجزء الشرقي من المدينة، اصبحت حلب أكثر أمانا، لكن وجود المسلحين على حدود المنطقة الغربية يشكل خطرا خاصة في ظل الدعم المطلق الذي تقدمه تركيا ودول الخليج التي تمدهم بالاسلحة المتطورة، وقد بدأوا يستخدمونها، وشهدنا قبل ايام اطلاق صاروخ اصاب مدرسة في منطقة الحمدانية ما أدّى لاستشهاد 5 اطفال".
وتحدث القس نصير عن تحديات كبيرة لا تزال تواجه أهالي حلب ومعظمها نتيجة ضعف القوة الشرائية لليرة السورية وعدم وجود عمل حقيقي جراء انقطاع الكهرباء ما يعطّل المعامل والمنشآت الاقتصادية. وقال: "معظم ابناء المدينة يعتمدون بشكل مطلق على المساعدات المقدّمة من المؤسسات الخيرية والكنائس والمساجد ومديرية الشؤون الاجتماعية". وأضاف: "لعل التحدي الاكبر بسوريا بشكل عام وفي حلب بشكل خاص هو اعادة الاعمار الذي يشمل تأهيل البشر اولا ثم تأهيل الشجر والحجر". وشدّد نصير على ان ابناء سوريا وحلب "بحاجة الى دخول حقيقي للمنظمات الدولية واطلاق مشاريع تنموية مستدامة تستطيع ان ترفع مستوى الدخل للمواطن".
وردا على سؤال عن تعدّد القوى الدولية التي باتت موجودة في سوريا وسعيها لترسيخ "مناطق نفوذ" خاصة بها، قال نصير: "لا يمكن ان نتعاطى مع وجودها بنفس الطريقة، فوجود البعض شرعي بطلب رسمي من الحكومة السورية أما وجود قوى أخرى فهو بحسب المواثيق الدولية، غير قانوني". وأشار الى ان "حربنا حاليا هي للحفاظ على وحدة الاراضي السورية". وتابع: "لن نقبل كأبناء سوريا بأي خطة لتقسيم هذه الجغرافيا، وهذا خط أحمر ويدرك ذلك كل أصدقائنا وحلفائنا حول العالم. ولكن اذا كان هناك خطط في هذا الاطار لدى البعض، فهي لطالما كانت موجودة، وسنبقى نقاومها". وأكّد نصير ان "المنطقة الشمالية ليست جزءا خارجا عن اطار الجمهورية العربية السورية بل هي جزء لا يتجزأ منها"، لافتا الى ان سوريا "ستبقى الخط الاول بالدفاع عن الحرية الحقيقية والمقدسات والتنوع بالمجتمع وهو تنوع يغنينا، ولن نسمح لأحد ان يستخدم هذا الغنى ليجعل قسمة وفرقة بيننا ويخلق لنا فتنة".