أشار راعي أبرشية صيدا ودير القمر لطائفة الروم الكاثوليك المطران ايلي بشارة الحداد الى "ان موضوع البشارة الأساسي، أن الإنسان يصبح شريكا مع الله في عمل إلهي بحت. نصبح مسؤولين مع الله مثل مريم"، لافتا الى انه "لا جدل في المسيحية حول هذا البعد الإلهي الإنساني المشترك في تاريخ الخلاص، وكل مرة نفكر بهذا السر نبشر ذواتنا بحقيقة قديمة متجددة، والجديد فيها هو اكتشافنا لمسيرتنا التي تتطور أحيانا وتفتر أخرى"، مؤكدا ان "البشارة عمل دائم فينا لا ذكرى وانطوت."
وخلال ترأسه قداس احتفالي بعيد سيدة البشارة في دير الراهبات المخلصيات في جون، أوضح انه "يستطيع الملاك بوحي الروح القدس أن يحدث فينا الجديد. أي أن يبشرنا كل يوم بجزء من الحقيقة يختارها هو. والأجمل في الأمر أن البشرى قد تطال ذواتنا فيكشف الله لنا عن أعماقنا التي يعرفها أكثر منا ويقول لي ولك ولك تستطيع أن تنقل الجبال وتقيم الموتى وتشفي المرضى وتبشر المساكين وتجري العجائب وتطرد الشياطين. يا لها من بشارة ومسؤولية. إن الله يتكل علينا خاصة نحن المكرسين، بالأمس واليوم وغدا ليغير العالم. فموضوع البشارة هو هذا أن العالم بحاجة إلى نفوس قديسة تزيد طهارته وتنقي أدناسه. "أنتم لستم من العالم" يقول الله لنا. "لقد غلبت العالم" فلنفرح لأننا غلبنا نحن العالم ."
ورأى أن "الحياة المكرسة تتصارع اليوم مع كثرة الأنشطة وقلة البشارة والسرور في الكمية لا في النوعية. يقول معظم المكرسين "وقتي ضيق" لكثرة الأعمال. ويقول البابا بنديكتوس في وثيقة "الله محبة": "لا يستطيع الإنسان أن يعمل كل ما يريده فاتركوا محلا لله ليعمل ما يريده هو من خلالكم". نعم "إن أبي يعمل وأنا أعمل فاسألوا رب الحصاد أن يرسل فعلة لكرمه". وقال: "لو عرفت مريم أن ما ستؤول إليه بجوابها عظيم بهذا القدر لما قالت نعم. لأن النفس البشرية لا يمكنها أن تحلم حلم الله دفعة واحدة. لكنها تستطيع أن تعي مخطط الله يوما بعد يوم. يفاجئنا الله بدعوات رهبانية اليوم كما بالأمس رغم أن العالم قد اقتحم الأديرة. كم أنت عظيم يا الله. هذه علامة حبك لنا ولتكرسنا وللنهج التكرسي برمته أنك ما زلت ترسل فعلة إلى كرمك أنت القادر أن تخلق من الحجارة أولادا لإبراهيم.
أضاف: "تعالوا نقرأ في شبابنا وشاباتنا بشارة جديدة فنجدد كالنسر شباب دعوتنا ونحمل المشعل حتى الساعة الأخيرة. لقد افتقد الله برحمته العديد من بنات هذه الجمعية هذا العام كانت آخرهن الأخت ماكرين. فلنقرأ في الموت كما في الحياة لمسات الله وحبه. هو الحاضر هنا في الدير وهناك مع نفوس القديسين. والدير بحاجة إلى نفوس هنا وهناك تصلي وتتضرع لنكمل عمل البشارة. وكلنا نتطلع إلى العالم الآتي هناك مع مريم وأبونا بشارة وجميع القديسين تكتمل بشارتنا".