رأى وزير الثقافة السابق روني عريجي أنّ خطاب رئيس الجمهورية ميشال عون في القمة العربية حمل شقّاً وجدانيّاً وآخرا عربيّاً جامعاً، موضحاً "أنّنا نظريّاً مع استعداد لبنان للعب دور الحوار مع الدول العربية. لكن من الناحية العملية، لا أعلم كم هو قابل للتحقيق في ظلّ الأزمات العربيّة"، مشدّداً على أنّ "العلاقات مع السعودية مرّت بأزمة، وبدأت بنوع من التحسّن عند زيارة عون إلى الرياض"، مشيراً إلى هذه العلاقة بحاجة لترميم، وربما بحاجة لوقت، زيارة الحريري عقب القمّة أتت في هذا الإطار".
وأكّد عريجي في حديث إذاعي أنّ "الطبقة السياسيّة إذا كانت تحمي الفساد والفاسدين، فهي ملزمة برفع الحمايات عنه، ووضع مقاربة مختلفة للوضع المالي"، لافتاً إلى "أنّنا بحاجة لميزانيّة عصريّة جريئة، تكبّر حجم الإقتصاد اللبناني، فنحن استنفدنا كل الحلول السحرية"، موضحاً أنّ "من الضروري محاربة الهدر على مستويين: أوّلاً، وقف الهدر داخل الموازنة وثانياً، وقف الهدر خارجها أي في الجمارك وعجز الكهرباء والمرافئ. وبعد ذلك، نبدأ بسياسية إقتصادية عادلة".
وأشار إلى أنّ "الموازنة لن تجد حلولاً لوقف الهدر، بل يجب وضع الحلول من خلال قرارات مجلس الوزراء والوزارات المختصّة وهيئات التفتيش"، مسجّلاً أنّ "هناك عجز في حلّ ملف الكهرباء منذ التسعينيات"، مؤكّداً أنّ "خطّة الكهرباء الّتي أُقرّت هي آنيّة ولمعالجة الطوارئ، ليست خطّة طويلة الأمد. ولا يحقّ لنا ترك "بالوع المال" هذا، والذّهاب لفرض ضرائب هنا وهناك، خصوصاً في ظلّ النّزوح السوري الّذي زاد الطين بلّة في موضوع الكهرباء".
وأعرب عن أمله في أن "يقرّ مجلس النواب، الموازنة قبل شهر المقبل أيار"، كاشفاً أنّ "حسب ما سمعت، هناك فتوى لتخطّي موضوع قطع الحساب".
كما أوضح عريجي "أنّنا ضدّ فراغ المؤسسات الدستوريّة. فالفراغ ضرب كبير للعمل الديمقراطي و"تيار المردة" لطالما انتهج سياسة غير شعبويّة رافضة لأيّ فراغ في المؤسّسات"، مشدّداً على أنّ "الهدف من الإنتخابات ليس أن تكون عمليّة ديمقراطية فقط، إنّما الغاية منها هو إجراء تغيير في الطبقة الحاكمة وضخّ دم جديد، وهذا ما يؤدّي إلى صحّتها".
وفي موضوع قانون الإنتخابات، ذكّر "أنّنا من أوّل يوم، مع النسبية بصيغة دوائر متوسّطة الحجم، قابلة للبحث. لسنا مع القوانين المركّبة لأنّها مضروبة، فنحن لسنا مع انتخاب كلّ طائفها لممثّليها، لأنّ في ذلك ضرب للعيش المشترك. كما أنّنا لسنا مع إجراء الإنتخابات وفق دائرة إنتخابيّة واحدة، وهو أمر صعب جدّاً".