في 30 أيلول من العام 2016، اعلنت قيادة الجيش انه وخلال وجود دورية من مديرية المخابرات في بلدة الحلانية–البقاع، أُبلغت من قبل دورية تابعة لقوى الأمن الداخلي عن تعرّض الأخيرة لإطلاق نار من مسلحين يستقلّون سيارة نوع رانج روفر–سوبر شارج، وأثناء انتقال الدورية التابعة للمديرية، صادفت السيارة المذكورة التي بادر من بداخلها الى إطلاق النار باتجاه عناصر الدورية، وإصابة الآلية التي كانت تقلّهم بعدّة رصاصات، فردّ هؤلاء على النار بالمثل ما أدّى الى مقتل المدعو عباس رامح دندش، وتوقيف المدعو حسين نصري دندش، وهما من أصحاب السوابق الجرميّة ومطلوبان بعدّة مذكرات توقيف.
وقد تبيّن أنّ المدعو حسين دندش كان يتجول بهويّة مزورة باسم خليل علي هاشم، وأن سيارة الرانج روفر قد تمّت سرقتها بقوّة السلاح بالتاريخ نفسه من محلة المون لاسال-المتن، وهي تحمل عدّة لوحات مزوّرة.
يومها وفي الحادثة المذكورة أعلاه، كان هناك شخص بين أفراد العصابة يدعى سعدالله دندش، تمكن من الفرار الى جهة مجهولة من دون أن تنجح دورية المخابرات بتوقيفه. "هو سعدالله دندش نفسه"، تقول المصادر الأمنية، "الذي قتل خلال كمين أول من أمس، نصبته دورية من مكتب السرقات الدولية في الشرطة القضائية عند نزلة الرويسات-نهر الموت، وهو نفسه الذي قتل وأفراد عصابته المعاون الشهيد في قوى الأمن شادي الحاج خلال الكمين عينه مساء الإثنين الفائت".
سعد الله دندش هو من أخطر المطلوبين في سرقة السيارات وحيازة الأسلحة وإطلاق النار ومحاولة القتل، خرج من سجن روميه منذ سنتين بعدما تم إلقاء القبض عليه بالجرم المشهود، وقضى الحكم الصادر بحقه داخل الزنزانة، قبل أن يخرج ويعود من جديد الى ممارسة نشاطه على صعيد السلب والسرقة، ضمن نطاق ساحل المتن الشمالي. ففي الأسابيع الأخيرة التي سبقت مقتله مساء الإثنين، أكدت تقارير المخبرين لدى قوى الأمن الداخلي أن دندش قام مع أفراد عصابته بسرقة عشرات السيارات وبوتيرة يومية من الجديدة وسد البوشرية والدورة وبرج حمود وأنطلياس، مضيفةً أن جميع السيارات المسروقة هي رباعية الدفع، وتم نقلها الى البقاع الشمالي حيث يعيش دندش. إنطلاقاً من هذه التقارير الإستخباريّة، تحرك مكتب السرقات الدولية في قوى الداخلي وبدأ عمليات الرصد والتعقب للوصول الى رأس العصابة في كمين مساء الإثنين.
مصدر أمني تابع ملف سعدالله دندش، يصنفه ضمن خانة أخطر المطلوبين، والدليل على ذلك، كيف أنه وخلال سنتين فقط على خروجه من السجن، إستطاع أن يضيف الى سجله الإجرامي الحافل 22 مذكرة عدليّة بجرائم تأليف عصابة سلب وسرقة وحيازة أسلحة وإطلاق النار ومحاولات قتل.
مقتل سعدالله دندش الذي أدّى الى قتل شاب من قوى الأمن في الثامنة والعشرين من عمره، ليس الحادث الأول الذي يؤكّد فأكثر للدولة برمّتها بأن المناطق المصنفة ضمن خانة بؤر الفلتان الأمني، ومن ضمنها الرويسات، خطيرة ولا بد من تفكيكها وبسط سلطة الدولة على أراضيها، وإلا سيستمر هدر أبطال المؤسسات العسكرية والأمنيّة لا على جبهات قتال العدو وليس في الحروب من أجل الوطن بل بأرخص الأثمان، وعلى أيدي سارقين ونصّابين وتجار مخدرات.