تقام غدا السبت معركة قاسية في نقابة المهندسين في بيروت، فالنقيب هذه الدورة سيكون من حصة المسيحيين الذين لم يصلوا الى تفاهم على مرشح واحد، فللتيار الوطني الحر مرشحه بول نجم، وكان للقوات اللبنانية مرشحها نبيل أبو جودة الذي أعلن عزوفه عن الترشح، وللأحرار والمستقلين مرشحيهم، وللأحزاب المسلمة قرارها بدعم هذا وذاك. ولكن الجديد اليوم هو دخول الجامعات على خط المعركة.
في 17 آذار من العام الجاري صدر عن كلية الهندسة في الجامعة اللبنانية كتابا موجها لأساتذتها العاملين والمهندسين خريجي اللبنانية، وموقعا من عميد كلية الهندسة رفيق يونس، وفيه أنه "بناء لمحضر جلسة الجامعة المنعقد بتاريخ 8 آذار، وبناء لتوجيهات رئيس الجامعة اللبنانية فؤاد أيوب، نتمنى على المهندسين المذكورين أعلاه، دعم ترشيح المهندس ميشال فريد الخوري، مدير كلية الهندسة الفرع الثاني لمركز نقيب المهندسين-فرع بيروت".
ترى المصادر هذه الرسالة "تعدّيا" صريحا على حرية الاقتراع، وديمقراطية العملية الانتخابية. وتضيف: "ما قامت به الجامعة يشبه ما كانت تقوم به الأحزاب المالكة للشركات حيث كانت تجبر موظفيها على الانتخاب لصالح شخصيّة ما تحت طائلة الطرد من العمل"، سائلة: "هل اللهجة المخفّفة التي جاء فيها البيان تعني أن الأساتذة يستطيعون اختيار من يريدون من المرشحين؟ أم أن الكتاب جاء بمثابة وسيلة ضغط على اختيارهم"؟!.
وفي هذا السياق كان لعميد كلية الهندسة رفيق يونس رأيا مختلفا، اذ أن التجربة السيئة للجامعة مع نقابة المهندسين السابقة لم تكن مشجعة، وبالتالي أرادت بعد نقاش طويل في مجلسها ان تدعم أحد المرشحين لتكون مشاركة داخل النقابة، بحسب يونس. ويضيف في حديث لـ"النشرة": "نحن يناسبنا أن نكون حاضرين داخل النقابة، ووجدنا بالمرشح ميشال فريد الخوري شخصا كفوءا ومستقلا فدعمناه لكي نضع انتاجنا وعقلنا بخدمة هذه النقابة"، مشيرا الى أن "الجامعة اللبنانية هي المؤسسة الثانية بعد الجيش التي تضم جميع مكونات الوطن ولا تملك طريقة حزبية بالتفكير، فلماذا لا تمثّل داخل نقابة المهندسين"؟!.
وقد علمت "النشرة" أيضا أن جامعة الروح القدس الكسليك قد حذَت حذو الجامعة اللبنانية، ففي 27 اذار الماضي أصدرت كتابا اعتمدت فيه الصيغة نفسها ولكنها تمنّت دعم ترشيح المهندس بسكال سليمان دميان لعضوية مجلس نقابة المهندسين في بيروت، وهو عميد سابق لكلية الهندسة وحاليا عميد مشارك لكلية الطب في الجامعة. وقد حاولت "النشرة" التواصل مع نائب رئيس الجامعة للشؤون الإدارية الأب طلال هاشم ولكن دون جدوى.
تنطوي انتخابات نقابة المهندسين في بيروت على أهمية خاصة، كونها المؤشر الواقعي للانتخابات النيابية، وبالتالي تعتبر انتخابات الغد امتحانا جديا لقوة الأحزاب ومتانة التحالفات. وهنا تشير المصادر الى أن الفارق المتوقع بين الفائز وصاحب المركز الثاني سيفوق الألف صوت، وهذا ما جعل مرشح "القوات" ينسحب من المعركة، اذ ان التيار الوطني الحر تحالف مع حزب الله وحركة أمل وسينال نصف أصوات تيار المستقبل الذي وقع في حيرة من أمره بعد أن سلّفه الوطني الحر موقفا في انتخابات النقابة بالشمال.
بعد انسحاب مرشح القوات من سباق رئاسة النقابة أصبحت حظوظ مرشح التيار الحر كبيرة جدا، فهل تحصل أي مفاجأة تغير هذا الواقع؟.