يتقن أعداء سورية لعبة الكذب. يكذبون فيصدّقهم مَن لا يملك حسّاً نقدياً وبصيرة سياسية ووعياً بحركة الأحداث وتطوّرات الميدان. الوسائل الشيطانية التي استعملها هؤلاء الأعداء منذ بداية الحرب حتى الساعة لم تتوقف. في كل مرة كانت تخدم هدفاً سياسياً معيناً يريد أن يجعل القيادة السورية ترضخ، ولكن القيادة تزداد إيماناً وثباتاً وإصراراً على استكمال الطريق، مهما بلغت التضحيات وطالت ساعات القتال. وهذا ما عكسه كلام الرئيس الأسد عندما قال: «ليس لنا خيار سوى الانتصار على الإرهاب».
فمجزرة خان شيخون التي تحوّلت إلى حدث أول في الأخبار الدولية والعربية سبقتها مجازر كثيرة قامت بها العصابات الإرهابية المموّلة من دول الإرهاب الإقليمية والدولية التي تنطبق عليه الآية القرآنية: «ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون». فهؤلاء جميعاً يزيّفون صورة الأحداث حتى تزداد نقمة المجتمع الدولي ضدّ الحكومة السورية، وكي يولّدوا نقمة عارمة على الجيش السوري وكلّ مَن يدعمه من روس وإيرانيين وغيرهم، ومن أجل إثارة الجدل في وسائل الإعلام المختلفة حتى يصل التنديد إلى أوسع مدى، ووقتها ستتحرّك جمعيات حقوق الإنسان المحكومة للإرادة الأميركية استنكاراً وشجباً، وهكذا تتواصل عملية وإجراءات الضغط التي تربط كلّ قبيح بالقيادة السورية بهدف إخفاء الفاعل الحقيقي وتنفيذ المخطط الذي يحتاج إلى مثل هذه الأفعال المشينة والشيطانية والدعايات المغرضة.
كلّ الذي جرى خلال الأيام الماضية يعبّر عن حنق أعداء سورية من التقدّم الذي يُحرزه الجيش السوري وحلفاؤه في الميدان وصدّه للهجمات الإرهابية وإفشال اعتداءاتهم، خصوصاً تلك التي جاءت من جهة حماة وعلى أبواب دمشق. فجاء الفعل الدنيء في خان شيخون واستيقظت معه كلّ أبواق الفتنة والحرب. حسناً تريدون حرباً أوسع نطاقاً وأشدّ فتكاً. افعلوا ذلك. وقد فعلتم قبل ما اشتهيتم، ولكنّ سفنكم الحربية جرت على عكس أهوائكم. تريدون أنشطة عدائية جديدة لاحتلال الرقة وفصل الجسد السوري عن الجسد العراقي وتكريس واقع تقسيمي. افعلوا ذلك. ولكن نُقسِم لكم أنكم لن تنالوا إلا قبوراً في أرضنا السورية. كلُّ معتدٍ على أرضنا قد يختال بقوّته، ولكن ليس لوقت طويل. فكرة «إفراغ الأسماك من المياه» لا يمكن تطبيقها في سورية. الجيش السوري هو الشعب السوري المقاوم والرافض كلّ أشكال الاحتلال. والشعب لا ينهزم ولا يموت ولا يستسلم. مَن يموت ويندحر ويزول هم الغزاة.