كشف رئيس اساقفة دمشق مطران الموارنة سمير نصار في رسالة بعنوان: les Bonnes du Christ، حصلت النشرة على نسخة منها، عن دور الراهبات في الخدمة في دمشق رغم الحرب الدائرة في سوريا، وأشار الى ان 75 راهبة من مختلف الكنائس، تعمل في الظل وبكل سرية في خدمة كنيسة دمشق، وهنَّ يشكلن بعملهن القوة التي يوجهها الروح القدس، فيعيشن روح الانجيل بكل عمقه، من دون خوف او تردد، في بلد تمزقه الحروب.
ولفت المطران نصار في رسالته، الى ان بعض الراهبات يعشن في جماعات صغيرة في المدارس الكبيرة التي تم الاعتراف بها رسميا في العام 1968، وبعض الراهبات الأخريات يخدمن في المستشفيات، والبعض الآخر في منازل متواضعة في قلب المجتمع الدمشقي، يعشن حياة فقر وتواضع وصلاة، ويقمن بخدمة الصغار كما الكبار، وبخاصة في هذه الأيام الصعبة التي تمر بها سوريا، والتي تحتاج الى التضامن والتعاضض المجتمعي، ويشير نصار الى انهن يحفظن في قلوبهن آلام شعب منسي في أحزانه ومجتمع غير مضمون مستقبله، ويقمن بعملهن على رغم عدم امتلاكهن أي وسائل قوة، متحصنين بالحب والحنان والعمل الخيري تجاه العائلات المفجوعة.
وذكر المطران نصار ان هذه المساعدة تقدمها الأخوات، في الحضانات والمدارس والمستوصفات ومطاعم المحبة، كما في مراكز التعليم الإنجيلي والتنشئة المسيحية. واشاد نصار بمهمتهن البطولية في القطاع الاستشفائي والاهتمام بالمرضى وجرحى الحرب وبالعجزة، كما ان اهتمامهن ينصب على تنشئة الشبيبة والأولاد في المدارس وينقلن اليهم قيم السلام والمحبة والتسامح ولغة الحوار ليعيدوا بدورهم إعمار بلدهم الممزق سوريا.
وحيا نصار أيضا في رسالته، الدعم المعنوي الذي تقدمه الراهبات للأطفال الذين يعانون من أهوال الحرب وصورها العنيفة، متسائلا: "ألا تستحق هذه الشهادة من نور ولكن المخفية، بعض الامتنان والتقدير، أخواتي المكرسات في دمشق، يكفي ان المسيح القائم من بين الأموات يشكركم ويبارككم".
"ترجمة النشرة"