نبّه أمين سر اللجنة الأسقفية لوسائل الاعلام الأب يوسف مونس من حركة "ايديولوجية داعشية" لتطهير منطقة الشرق الأوسط من المسيحيين، لافتا الى ان من يقف وراءها "يضرب بأعماق الجنون والهبل الديني خصوصًا وان الله لم يعط ارضا لمجتمع ديني معين ولم يعد بحوريات بالسماء... هذا جنون وهذه السماء غير موجودة".
وشدّد الأب مونس في حديث لـ"النشرة" على ان "كل من يسيء لأي انسان سواء كان مسيحيا او غير مسيحي، ذاهب الى الهلاك والنار... فلا جنّة لمن يقتل الآخرين"، لافتا الى أنّه وبعدما تم تطهير قسم كبير من العراق وهدموا كنائسه، ذبحوا واضطهدوا الأقباط في ليبيا ومصر واستهدفوهم في الصومال والسودان ونيجيريا. وأضاف: "مجموعات بوكو حرام وداعش وأخواتهما حركات خطيرة جدا تحمل عقلية مجنونة وتدعو للعيش وحيدة بالشرق، تتناسى أن المسيحيين قبلهم في المنطقة من 700 سنة وهم العنصر الاساسي لبقائها واستمرارها".
لحركات اجتهادية
وانتقد الأب مونس "الدعم السياسي الذي تقدمه بعض الدول التي باتت معروفة لهذه المجموعات، فيتم استغلال البترول بالعمليات المجنونة"، لافتا الى انّه "هناك في المقابل من يتصدى للارهاب كالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي كما ان عمليات تحرير الموصل ومناطق أخرى في سوريا، تؤكد ان هناك عودة للعقل والفكر وان المستقبل ليس لليل بل للشمس والنهار والحب والخير والسلام"، واضاف: "ولعل الزيارة المرتقبة للبابا فرنسيس الى مصر رسالة جديدة من قبله وشهادة حب وكرم وعطاء وعيش مشترك نابعة من الفكر المسيحي الانجيلي، وهو الذي يكرر انّه مهما فعلتم سنبقى نحبكم".
وشدّد الأب مونس على ان "لبنان يبقى في هذه المنطقة مثال يُحتذى لقبول الآخر وللعيش المشترك ورسالة كما وصفه البابا يوحنا بولس الثاني يترك بعض الرجاء في المجتمعات الأخرى".
ورأى الراهب اللبناني الماروني الأب مونس أنّه "وبالرغم من أن الأزهر في مؤتمره الأخير أعلن رفض اضطهاد المسيحيين وعمليات التطهير، إلاّ أن إصراره على عدم تكفير "داعش" ينطلق من كون اتباع هذا التنظيم لا ينكرون وجود الله". واضاف: "لكنّه في المقابل حث على قطع ايدي ورؤوس عناصره الذين يرتكبون جرائم بحق الانسانية". ولفت الى ان الأزهر ومؤسسات دينية اسلامية أخرى تنطلق في موقفها بعدم التكفير من منطلق قرآني عميق، مشددا على وجوب قيام "حركات اجتهادية لاعدام الفكر الداعشي وما يشبهه".
مناصفة والا اختلال وانهيار
وتطرق الأب مونس للوضع اللبناني الداخلي، معتبرا "اننا بحاجة لعملية اعادة بناء الدولة بطاقات شابة جديدة تنهض بالبلد بعد سنوات طويلة من الفشل السياسي والهدر والفساد والسرقة"، معربا عن أمله في ان يتخذ رئيسا الجمهورية والحكومة هذا الأسبوع قرار حاسما بما يتعلق بقانون الانتخاب واستحقاق الانتخابات النيابية. وأضاف: "نحن بلد التعايش ونظامنا يقوم على المناصفة بين المسيحيين والمسلمين ولا أحد من الفرقاء ممكن أن يقبل بأن تهدر حقوق احدى الطوائف لأن ذلك يؤدي لاختلال في الجسد اللبناني وانهياره".