نعى رئيس "المؤسسة المارونية للانتشار" نعمت افرام "رجل المبادرات الدائمة النائب السابق سمير فرنجية"، وقال:" في رحيل هذه القامة الوطنيّة يخسر لبنان والعالم العربي أحد رافعي رايات الحريّة والديمقراطيّة والكرامة الإنسانيّة، ومن القلّة الذين آمنوا بالسياسة فنّاً شريفاً ونبيلاً في خدمة الخير العام."
وأشار إلى ان "سمير حميد فرنجية ما ساوم يوماً على قيم الحريّة والسيادة والاستقلال اللبناني، وكان فاعلاً في إيجاد التسويات التاريخيّة التي أعادت صياغة الميثاق والدستور. وهو ابن البيت الوطنيّ الكبير والرجل الصلب والمقدام في تأكيده على لبنان الرسالة وطناً للحوار والتواصل على تعدّده، وعلى أسس الاعتدال والانفتاح". وقال: "شاء الراحل الكبير أن تكون حياته مختبراً للرأي والسؤال والتنوّع، وحديقة للمواطنة والتلاقي، من أجل الانسان والسلام. رحم الله سمير فرنجية".
من جهتها، أشارت السفارة الفرنسية في بيروت في بيان إلى انه "تبلغنا للتو ببالغ الأسى والحزن وفاة النائب السابق والمفكر الفذ سمير فرنجية. نحن اليوم نحيي ذكراه. لقد فقد لبنان بغيابه شخصية كبيرة عرفت تمام المعرفة كيف تنخرط في خدمة بلدها وتركت بصماتها على تاريخ البلد المعاصر. كان بحق رجل سلام عمل طوال حياته من أجل الحوار والتلاقي والمصالحة بين جميع اللبنانيين". وأضافت "كان سمير فرنجية من كبار رجالات لبنان الوطنيين وصديقا عزيزا لفرنسا. نحن نعي كم أن غيابه مؤلم ونتقدم من عائلته والسلطات والشعب اللبناني بأحر التعازي القلبية".
النائب محمد قباني اشارالى ان غياب سمير فرنجية خسارة كبيرة، إذ نفقد رجلاً من النخبة الوطنية العابرة للمناطق والطوائف والجامعة بين الوطنية والاعتدال. والدور القيادي الذي مارسه في 14 آذار، وقبله في الوسط الوطني واليساري، من الصعب أن يملأه أحد.
كما نعى رئيس جمعية اعضاء جوقة الشرف في لبنان الوزير السابق ميشال الخوري النائب السابق سمير فرنجيه حامل وسام جوقة الشرف الفرنسي برتبة "كومندور"، بعد صراع طويل مع المرض. وقال الشيخ الخوري : "إن لبنان سيذكر الفقيد مناضلاً شرساً وصاحب كلمة شجاعة من اجل الحفاظ على بلده، ودفاعاً عن حرية بذل نفسه في سبيل ابقائها حية وقادرة على التغلب على العوائق التي كانت تهدف الى خنقها".
واضاف: "عرفته رجلاً حكيماً مناهضاً للعنف بكل اشكاله، ومنادياً من اجل السلام في ظروف لم ترحم احداً، وجعلت من الكثيرين عبيداً للمنافع الشخصية والقرارات التي ترسخ الانقسام والتشرذم، فكان من النادر بروز اصوات على غرار صوت الراحل سمير فرنجيه، تدعو الى التروي والحوار والالتقاء على كلمة سواء ".
واشاد الشيخ الخوري بالمزايا التي كان يتمتع بها الراحل، " واهمها نبذ الطائفية والكراهية، والنظرة الى الانسان كقيمة حضارية وليس كشخص يجب معاداته، وهو ما راهن عليه وجعله يحظى بمكانة محببة لدى العديد من المواطنين اللبنانيين التواقين الى هذه القيم والمبادىء التي قام عليها لبنان، وافتقدها خلال المآسي والظروف العصيبة التي عاشها خلال فترات طويلة من تاريخه ".
وتابع الشيخ الخوري: لم يتمكن المرض من مقارعته، فأتعب جسده من دون ان ينال من صوته وعقله وثقافته وقيمه، وبقي سمير فرنجيه هو نفسه دون تغيير، ولو ان المرض والتعب والالم غيّروا بعض المعالم الخارجية، واختار ان يسير في دربه الصعبة التي خطّها منذ بدايات حياته العامة، والتي جعلت منه شخصية محترمة من قبل الاصدقاء والخصوم السياسيين.
توقّف رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن عند رحيل النائب سمير فرنجية مثنيًا على المزايا الفكرية التي انتهزها في حياته السياسية. وقال في تصريح له اليوم: خسرنا في غياب النائب سمير فرنجية ركنًا من أركان السياسة العقلانية التي نبذت كل أنواع العنف الذي يهدّد السلام الأهلي في لبنان. فلو قيض له أن يختار طريقه التي ورثها عن أسرة تقليدية ووطنية لَما كان انخرط في العمل السياسي، بل في العمل الفكري الذي إغتذى منه كل النماذج في الفكر السياسي الذي يرنو إلى مواءمتها مع مفهوم العيش بين التيارات والديانات التي إرتكزت عليها الصيغة اللبنانية. وقد أسهمت الأفكار التي أطلقها وسوّق لها إلى حدّ بعيد في إرساء مبدأ السلام الذي نظم الإطار المناسب في إتفاق الطائف. وقد عانى نتيجة تجاربه السياسية من المواقف الإنفعالية التي تفرّق لأن نقيض ذلك ذهاب إلى الشقاق والإقتتال.