اكد رئيس أساقفة بيروت المطران بولس مطر، في عظته خلال احتفاله قبل ظهر اليوم، برتبة الغسل في يوم خميس الأسرار في كاتدرائيّة مار جرجس للموارنة، وبعدما غسل أرجل 12 إكليريكيًا، "ان في صبيحة هذا العيد المبارَك، عيد رسم القربان المقدَّس ورسم سر الكهنوت، نشكر الله الآب الذي افتقدنا برحمته ونشكر الإبن الذي افتدانا بدمه ونشكر الروح القدس الملهِم فينا إلى كل قداسةٍ وكل عملٍ صالح. من أين لنا يا إخوتي، أن يأتيَ إلينا الابن الأزلي وأن يواكبَ حياتَنا من بدايتها إلى نهاية العالم؟ هو الذي علَّم ثلاث سنوات كلمة الآب وأراد بعد عودته إلى أبيه وحضوره الجسدي معنا أن يبقى في كنيسته حاضرًا بجسده القرباني ليكون غذاءً لشعبه وللعالم مدى الدهر إلى عودته في الملكوت الآتي، فصار القربان حضور الرب معنا وقوة الرب فينا وزادنا في الطريق إلى الأبد، ثم رسم سرَّ القربان، سرَّ الكهنوت ليُخدَمَ القربان ويقدَّم خبزًا للجائعين إلى الله، فرسم رُسُله كهنةً ومن بعدهم الكهنة إلى آخر الدهر، ليكونوا أمامكم خدَّامًا صالحين يقدّسون نفوسهم من أجلكم ويخدمونكم الخدمة التي دُعوا إليها، وقد علَّمنا الربُّ جميعًا معنى الخدمة والتواضُع والمحبة عندماغسل أرجلَ تلاميذه، هو الرب الإله يعمل عمل العبيد والخدَّام الصغار، يغسل أرجل تلاميذه بيديه ويقول لنا: كما صنعتُ أنا إصنعوا أنتم كذلك. لا كبير عند الله إلا بالخدمة والمحبة، هذا شِعار المسيح والكنيسة وهذا شعارنا في أبرشية بيروت المارونيّة، أيها الأحباء، 143 كاهنًا منهم في العمر الأخير نطلب لهم الصحة ومنهم في السفر ومنهم حاضرون في خدمة نفوسكم. نصلّي معكم اليوم جميعًا، على نيَّة كهنتنا وكهنتكم واحدًا واحدًا ليتقدسوا بالحق ليقوموا بخدمتهم ونقوم معهم بالخدمة الصالحة في سبيل نفوسكم، صلّوا على نيَّة كهنتكم كل يوم، كما أننا نصلي على نيَّتكم، الكهنة الخدَّام والشعب الخادم، كنيسة واحدة وصلاة واحدة وحضور واحدٌ في العالم للشهادة ليسوع المسيح ومحبته، باسم الرب يسوع.
وأضاف مطر اننا "نطلب اليوم كلَّ النّعم على كهنتنا الأحباء، في الأبرشية وفي العالم بأسره في كنيستنا المارونية وكل الكنائس ، حتى يكون المسيح حاضرًا على أيديهم وفي أفواههم وتصرُّفاتهم إذ يُبنى جسد الكنيسة وتُبنى الكنيسة إلى أن تبلغَ ملء قامة يسوع المسيح.
وختم قائلا "مباركٌ هذا العيد علينا وعليكم، مباركٌ كل ما نقوم به من صلوات في هذا الأسبوع حتى نكون نحن مع المسيح في آلامه ونشترك بمجد قيامته على ما قال بولس: شركاء في الآلام شركاء في المجد".