إحتفل خادم كاتدرائية سيدة لبنان في سيدني، الخوري طوني سركيس، برتبة الغسل، وشاركت الأحزاب المسيحيّة اللبنانيّة الستّة في الرتبة حيث مثّل دور الرسل الإثني عشر في العشاء السري، مندوبون عن الأحزاب المسيحيّة في أستراليا، وهي القوات اللبنانية، التيار الوطني الحر، الكتائب، المردة، الاحرار وحركة الاستقلال.
وغسل سركيس الأرجل، ثمّ ألقى عظة تطرّق فيها إلى معنى الشهادة الحقيقيّة، مؤكّداً أنّ "الأحزاب اللبنانيّة كافّة قدّمت شهداء على مذبح الوطن للحفاظ على عيش مسيحيّتنا بكرامة"، منوّهاً إلى أنّ "الرب يسوع المسيح هو الشهيد الأوّل في الكنيسة"، مشدّداً على "الوحدة في هذه المرحلة الصعبة الّتي يمرّ بها مسيحيّو الشرق ولبنان، خصوصاً الأقباط في مصر".
ولفت إلى أنّ "قصّة الغسل لم تبدأ في العشاء السري وتنتهي فيه، بل بدأت قبل ذلك بكثير، وهي مستمرّة إلى أبد الدهور. بدأت منذ الخلق، عندما غسلنا الله بجبلته ونفخ فينا روحه. وتكرّر فعل الغسل منذ تلك اللّحظة، وأكثر ما يرمز إلى الغسل في حياتنا المسيحيّة، هي الشهادة. والشهيد الأكبر هو ربنا يسوع المسيح الّذي غسل كنيسته بدمه المسفوك على الصليب لتولد نقيّة طاهرة، إبنة للآب وعروساً له، وشهيد الوطن يغسل أرض بلاده بدمه، لتزهر حريّة وكرامة وسلاماً".
وأشار إلى أنّ "الأمثولة اليوم، ذات مغزيين. المغزى الأوّل، المحبة، أي أن نحبّ بعضنا بعضاً كما أحبّنا ربنا يسوع، مهما اختلفت آراؤنا وتطلّعاتنا وأفكارنا وأعلامنا وألواننا عن بعضها البعض. بالمحبة تصبح هذه الإختلافات غنى وزهوراً من كلّ الألوان والأشكال والطّيوب تزين حياتنا المسيحية. بهذا الحبّ نصبح مسيحيّين عن حقّ وجدارة"، كاشفاً أنّ "المغزى الثاني، الخدمة والجهوزية الدائمة للخدمة وأن نتسابق على خدمة بعضنا البعض كإخوة حقيقيّين للمسيح، لأنّ الهدف لمسيرتنا في هذه الدنيا هو بلوغ الملكوت. وطننا الحقيقي في السماء، مع ربنا يسوع".
ونوّه إلى أنّه "لا يمكنني أن أبلغ السماء إذا مشيت صوبها لوحدي، من دون الإكتراث إلى الآخر الّذي ألتقي به كلّ يوم، مهما تباينت الأفكار والآراء بيني وبينه. فالّذي يجمعنا أكبر بكثير من أيّ اختلاف أو خلاف، حتّى هو أكبر من الأرزة الّتي نحبّها جميعاً وإن رسمها كلّ حزب من أحزابنا بطريقة مختلفة. ما يجمعنا هو الصليب، ما يجمعنا هو ربنا يسوع بنفسه"، معرباً عن تمنّيه "أن يكون غسل الأرجل، محطّة لتجديد أواصر المحبّة بين بعضنا البعض، أفراداً وجماعةً، محازبين وأحزاباً، مؤمنين ورعية، وليكن أيضاً مناسبة لإحياء روح الخدمة في حياة كلّ منا، لكي نلبس المسيح فنعكس صورته في كلّ مكان".