لفت راعي أبرشية البترون المارونية، المطران منير خيرالله، إلى أنّ "اليوم هو يوم أسود. إنسانيّاً، في هذا اليوم الظلم هو الّذي انتصر والحقد انتصر، وإذا راقبنا هذا اليوم فنرى أنّه يوم مملوك بالوجع والظّلم، ولكن كلّ الّذي يسيطر على هؤلاء هو الشرّ والظّلم الّذي نخاف منه كلّنا ونبتعد عنه ونتجنّبه"، مشيراً إلى "أنّنا إذا تأمّلنا مليّاً في يسوع من كلّ النواحي، نراه مظلوماً فقد سلبوه ثيابه وتقاسموها وهشّموا جسده. هو إبن الله صيته كالذّهب جعلوه مجرماً. إذا تأمّلنا في هذه اللّحظة الّتي يموت فيها يسوع لم يقف معه أحد ولم يدافعوا عنه ولم يقل أحد عنه أنّه بريء حتّى ممّن يعرفون أنّه بريء مثل بيلاطوس أمام موجة الظّلم، كلّهم سكتوا".
وخلال ترأسه رتبة سجدة الصليب في كاتدرائية مار اسطفان في مدينة البترون، دعا خيرالله إلى أن "يمحى الظلّم الّذي نتعرّض له، لأنّ أكبر ظلم يتعرّض له الإنسان هو أنّ لا يحب لأنّ لا يوجد أيّة شريعة حتّى شريعة حقوق الإنسان بالأمم المتحدة لم تقل أنّه من حقّ الإنسان أن يحبّ، فقط طالبت بحقّ الطعام والعيش والعلم"، موضحاً أنّ "على الصليب، يسوع خاطب أباه قائلاً: أنا مظلوم، لكنّ أبوه ردّد الكلمة الّتي منذ الأزل وإلى الأبد والّتي تجلّت يوم عماده ويوم التجلّي، فقد صرخ الله من السماء قائلاً: أنت إبني الحبيب"، فردّ عليه يسوع "يا أبتي، بين يديك أستودع روحي". فالروح هي القلب كما يقول البابا بنديكتوس أنّ قلب الإنسان هو ما يتبقّى من الإمل عندما تسقط كلّ التفاصيل، فقد سمح الله لابنه أن تسقط عنه كلّ التفاصيل حتّى ثيابه ليعرف أنذ لديه أباً يحبّه ولن يتخلّى عنه".
وأكّد "أن وجود يسوع اليوم على الصليب هو شاهد على حقيقة الإنسان، اليوم رغم انتصار الفقر فالحب انتصر عليه، صحيح أنّ العري تكشف لنا ولكنّ حبّ الله الّذي ألبسه حلّة الإبن، كان هو المنتصر. الظلم والجنون والقهر هم الّذين نراهم منتصرين ولكن إذا تأمّلنا وسمعنا ماذا يقال حقّاً كان هذا صديق، حقا كان هذا ابن الله، فالّذي انتصر اليوم هو حب الله للانسان".
وأشار إلى "أنّنا مدعوّون لأن نكون شهوداً ليسوع المسيح، لأنّنا كلّنا ينقصنا أشياء خاصّة أمام مشروع الحبّ الكبير، ولكن اليوم يسوع لديه جواب لقلب كل واحد منّا لأنّنا بجراحه شفينا خاصّة بتجلّي حب الله له، يوجد شفاء لكل قلب منا لأن الهنا ليس اله مجهول، إلهنا ليس اله شريعة فنحن مسيحيون لنعيش كابناء الله ونشهد أن لدينا ابا ونحن أبناء الله ونشهد أن لدينا ابا يحبنا كما أحب يسوع على الصليب".
ونوّه إلى "أنّنا مدعوّون اليوم لأن نحتفل بالحياة، خاصة أن يسوع يعطينا أباً لنصبح أحياء مثله ونحن نتبارك من تابوته لنهتف ونقول: أعطنا حبك الحقيقي الذي عشته على الصليب، هذا الحب الذي هو أقوى من الظلم لأنه لو كان لدينا هذا الحب يصبح لدينا الحياة ونصبح أقوى من الموت والشهيد المسيحي الذي يموت في سبيل المسيح وفي سبيل الحب هو الشاهد أنّ الله أب، ومن يكتشف أن لديه أباً مثل أب يسوع المسيح يرى نور الحياة الأبدية".