كشف مصدر دبلوماسي مواكب للتطوّرات السورية انه لا يمكن رسم صورة واضحة عن المعادلة الأمنية في الجنوب اللبناني، بمعزل عن واقع الحدود الشرقية اللبنانية مع سوريا، وذلك بانتظار اكتمال لوحة التموضع الأمني والعسكري في المناطق المقابلة لهذه الحدود وفق الإتجاهات الأميركية والروسية المقبلة، معتبرا ان "التحوّلات الأخيرة في مناطق نفوذ المسلحين المتطرّفين وتنظيم "داعش"، ستنعكس بشكل واضح على الحسابات الإسرائيلية، في الوقت الذي يواصل فيه رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو تهديداته ضد لبنان والمقاومة، ملوّحاً بخيارات عسكرية في مواجهة الأمر الواقع المستجدّ في سوريا والمؤثّر على جنوب لبنان.
ولفت المصدر في حديث إلى "الديار"، إلى أن إسرائيل التي ترفع لهجة الحرب وتقرع طبولها، لا تستطيع، في ظل موازين القوى الحالية، إلا التركيز على ملفاتها الداخلية فقط، وهي ستكتفي بدور المراقب لما سيجري على الحدود اللبنانية ـ السورية، في ضوء المفاوضات الجارية لتأمين انسحاب أو نقل المسلحين من المنطقة الجردية في عرسال إلى الداخل السوري، وذلك برعاية تركية".
ورأى المصدر ان "نتانياهو يواجه أكثر من تحد اليوم يحول دون انغماسه في أي عدوان ضد جنوب لبنان، وذلك على الرغم من اتكاله على السياسة الأميركية المستجدة في عهد الرئيس الاميركي دونالد ترامب. وبالتالي، فإن الإستعانة بموقف أميركي متشدّد من إيران و"حزب الله" ليس كافياً على حد قول المصدر نفسه، لأن يدفع الحكومة الإسرائيلية نحو خيار المغامرة العسكرية في لبنان، خصوصاً أن الخارطة العسكرية على حدودها مع سوريا، وعلى الحدود اللبنانية ـ السورية الشرقية، تشهد تغييرات نوعية تصب في مصلحة لبنان بالدرجة الأولى".
وفيما أكد المصدر أن الحل العسكري هو الذي يسود الآن في سوريا، أشار إلى أن حركة الإرهابيين في الجرود سواء في عرسال أو في رأس بعلبك تتّجه إلى الإنحسار والتراجع نتيجة التطورات الميدانية في سوريا.
وأكد أن الغارات التي شنّها الطيران التابع للجيش اللبناني ضد مواقع تنظيم "داعش" في جرود رأس بعلبك بالأمس وقبلها في جرود عرسال، تزامنت مع مواجهات ما بين "حزب الله" والإرهابيين في هذه الجرود. وأدرج ذلك في سياق مواجهة أي حركة تكون بمثابة ردّة الفعل على الخسائر التي يواجهونها في الداخل السوري.