لفت والد العسكري المخطوف لدى "داعش" محمد يوسف، حسين يوسف، إلى أنّ "عدّاد أيام خطف العسكريّين يزداد وبلغ اليوم رقمه الألف، هذه الأيام الّتي مرّت علينا كالجحيم، عانينا فيها ما عجزت عن تحمّله الجبال"، مشدّداً على "أنّنا لم نترك وسيلة اتصال ولا زيارة إلى الجبال من أجل معرفة أي معلومات إلّا وقمنا بها، ولم نتوانَ عن رمي أنفسنا في الأخطار من أجل أبنائنا وفلذات أكبادنا، ولم نترك أي مسؤول خلال الألف يوم إلّا وقمنا بزيارته سعياً لتحريك الملف، وكان آخرها منذ يومين من خلال زيارتنا قائد الجيش العماد جوزيف عون ووزير الخارجية جبران باسيل"، كاشفاً عن "لقاء سيعقده الأهالي في الأيام المقبلة مع وزير الدفاع يعقوب الصراف من أجل الوقوف عند آخر التطوّرات في المِلف".
وأوضح يوسف في حديث صحافي، أنّ "اللقاء الأخير مع باسيل كان جيّداً ووضعنا في أجواء الإتصالات والتحرّكات الّتي يقوم بها في هذا السياق"، مشيراً إلى "أنّنا حمّلناه كأهالي مسؤوليّة هذا الملف وطرحه أينما حلّ في المحافل الدوليّة، لعلّ وعسى نصل إلى أيّ خيط ممكن أن يساعدنا في هذا الملف"، منوّهاً إلى أنّ "على الرغم من هذا كلّه، إلّا أنّنا حتّى الآن لم نصل إلى أي شيء يبرد قلوبنا ويطمئننا عن مصير أبنائنا ولا وجود لأي معلومات تؤكّد أو تنفي أي معطيات حول مصيرهم، فما زلنا نعيش المجهول بآلامه وحسرته".
وأكّد "أنّنا عاهدنا أولادنا أمام الله منذ بداية الملف واليوم نعاهدهم بعد ألف يوم في أسرهم المجهول، وأجدّد عهدي لهم بأنّني لن أستكين أنا وكلّ الأهالي ولن نيأس ولن نتخلّى عنكم ولو سيكلّفنا الأمر حياتنا، فهي ليست أغلى من حياتكم"، متوجّهاً إلى الخاطفين بالقول "نحن على يقين بأنّ الدولة مستعدّة للتفاوض والحلّ بأي ثمن، فاتقوا الله في عباده وكفى ظلماً، مدّوا يدكم لله وللخير ودعوا العسكريّين يعودون لأهلهم وأبنائهم وكفاهم ظلماً، فإنّ الله لا يحبّ الظالمين".
من جهته، اعتبر شقيق المعاون الأوّل المخطوف إبراهيم مغيط، نظام مغيط، أنّه "لم يعد هناك من كلام نقوله بعد اليوم الألف، فعندما يرى أي شخص الرقم يشعر بالمعاناة الّتي يعيشها الأهالي، فهناك أمّهات يمتن ليس فقط ألف موتة في اليوم بل ألف ألف موتة"، لافتاً إلأى "أنّني لا أعرف ماذا ستقول لنا دولتنا الكريمة في هذا اليوم الألف، لأنّنا لم نعد قادرين على الكلام ولم يعد لدينا ما نقوله، فمطلبنا أصبح معروفاً وواضحاً وضوح الشمس".
وأشار مغيط في حديث صحافي، إلى "أنّنا في كلّ يوم نراجع أنفسنا إن كنا قد قصّرنا في هذا الملف اتجاه أخوتنا وأبنائنا، ولكن لا ندري إن كانت الدولة قد تراجع نفسها إن كانت قد قصّرت في هذا الملف، لأنّ الإهمال بلغ ذروته والكلام لم يعد يأتي بأي نتيجة، ومهما تكلّمنا فإنّنا قد نجد أن هناك أحداً يسمعنا وربما قد لا نجد أحداً"، مشدّداً على أنّ "كلامنا هذا لم يأتِ من عدم، بل جاء نتيجة تجربة الألف يوم المريرية الّتي عشناها، فكل يوم يخبر قصّته لليوم الآخر، وكل يوم يخبر وجعه وغصّته للآخر، فهناك مناسبات مرّت خلال الألف يوم ولكنّها كانت عادية بالنسبة لنا طالما أنّ أبناءنا موجودون في الأسر، والأفراح غابت عنّا لأنّ الفرحة الكبرى هي بعودة مخطوفينا سالمين إلى أحضان عائلاتهم ومؤسّستهم الأم".
ونوّه إلى أنّ "الحرقة كبيرة، فالأبناء يسألون عن آبائهم والأمهات يحلمن بضم أبنائهن"، متوجهاً إلى الخاطفين بالقول "رحمة الله أوسع من كلّ شيء، ونطالبكم بالكشف عن مصير أبنائنا وأخوتنا وإن كنتم جاهزين للتفاوض فالدولة حاضرة أيضاً وجاهزة لدفع أي ثمن مقابل إنهاء هذا الملف وعودة عسكريّيها إلى حضن عائلاتهم ومؤسّستهم".