لفت وزير العدل الأسبق إبراهيم نجار، إلى أنّ "التغييرات التي طرأت على ملف العلاقات اللبنانية - السورية، تعود إلى المصلحة الوطنية العليا الّتي تفرضها، بمعزل عن المصلحة الشخصية"، مشيراً إلى "أنّني عندما تولّيت وزارة العدل عام 2008، قال لي رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة، إنّ منطق الدولة هو الّذي يجب أن يسود، وليس المنطق الشخصي، وبالتالي، مصلحة الدولة تتقدّم على كل تلك المصالح".
وأكّد نجار في حديث صحافي، إلى أنّ "مصلحة الدولة العليا هي الّتي دفعت رئيس الحكومة سعد الحريري، ومعه 13 وزيراً في حكومته، لزيارة دمشق عام 2009، ذلك أنّ سوريا، من الناحية الجغرافية، هي المنفذ الأوّل للبنان إلى الدول العربية، والمنفذ البرّي الوحيد على العالم"، مشدّداً على أنّ "منطق الدولة والحسابات الوطنيّة يتقدّم على كلّ المواقف الأخرى".
وأعرب عن قناعته بأنّ "المواقف الشخصيّة لم تتغيّر كثيراً من النظام السوري بعد 2005"، لافتاً إلى أنّ "دمشق تركت "حزب الله" لها في لبنان، تساعده ويساعدها في داخل سوريا، واحتفظت به كحقّ بالمقاومة ضدّ إسرائيل رغم أنّه لم يحصل ترسيم للحدود بين لبنان وسوريا في الجنوب بشكل نهائي وواضح، بينما تعتبر الأمم المتحدة أنّ ترسيم الحدود مع إسرائيل تمّ إنجازه".
واعتبر نجار أنّ "رغم انسحاب الوجود السوري العسكري من لبنان، لكن بقي له حلفاء في الداخل اللبناني فاعلون ومؤثّرون، وبقيت لهم حيثيّة. ورغم أنّ قدرة التأثير في الحياة السياسية اللبنانية تراجعت إلى حدّ ما ظاهريّاً، فإنّه في الواقع، ثمّة تنسيق كامل ووثيق بين الحزب ودمشق"، مشيراً إلى أنّ "إيران لاعب إستراتيجي على مستوى المنطقة".