أطلق "بيروت متحف الفن" (بما) تحت إشراف "الجمعية اللبنانية لتطوير وعرض الفنون (APEAL)"، وبالتعاون مع جمعية "منصّة فنيّة موقتة (T.A.P)"، النسخة الثانية من "برنامج الإقامة الفنية"، كجزءٍ من رسالته التوعوية والتثقيفية، وذلك خلال مؤتمر صحافي عُقد في مطعم الدنتي (Al Dente) في الأشرفية. البرنامج تستضيفه مدينة جزين الجنوبية، بين 1 و31 أيار 2017، في محاولة لدعم العمل في مجال الفن المعاصرة عبر إشراك المجتمعات المحلية اللبنانية في مشاريع فنية تحاكي الواقع.

واشار رئيس اتحاد بلديات جزين ​خليل حرفوش​ في كلمة له، الى ان "هذا النشاط المميز هو مناسبة لتطبيق خطة اطلقناها في جزين منذ 2012 مع استحداث مركز ثقافي هو "جزين هب" الحاضر معنا اليوم والذي يعمل على تفعيل الجمعيات والاندية الموجودة في جزين وجميع الافراد الناشطين اجتماعيا وثقافيا وحتى رياضيا. واود ان اشكر APEALوT.A.P لاختيارهم جزين مركزا لهذا النشاط المميّز". واضاف ان "اندماج المجتمع الجزيني مع الفنانين امر اساسي، وستبذل كل من البلدية واتحاد البلديات الجهود اللازمة لمواكبة وانجاح هذا النشاط منذ يومه الاول وحتى يومه الاخير. كما سنحث جميع السكان على المشاركة في النشاطات، وليس لدي اي شك بأن هذا البرنامج سيكون المدماك الاساسي في سبيل تطوير جزين ومنطقتها ثقافيا"، خاتماً بالاشارة الى ان "الانماء امر ضروري، لكنه يفقد كل قيمته ما لم يتزامن مع تطوير القدرات الثقافية والفنية للانسان الذي يبقى هو اساس المعادلة".

بدورها، أشارت نائبة الرئيس الفنية للجمعية اللبنانية لتطوير وعرض الفنون (APEAL) السيدة ندى الخوري الى أن "هذا البرنامج يعبّر عن الرسالة الأساسية لبيروت متحف الفن (بما)، كونه منصّةً، تعزّز التفاعل الإجتماعي وثقافة الإبداع، وتشجّع لامركزية الممارسات الفنية والثقافية خارج حدود العاصمة". واعتبرت الخوري أن جديد برنامج الإقامة الفنية هذه السنة، "هو محاولة ترك أثرٍ ملموس من خلال عملٍ فنيّ جماعي، أو مشروعٍ مجتمعيّ ينثر بذوره الفنّانون ويحصد ثماره الأهالي".

وقالت القيّمة أماندا ابي خليل ان "برنامج الإقامة الفنية الذي تتعاون عليه مع جمعية (APEAL) للسنة الثانية على التوالي، هو بمثابة فرصة جديدة تمنح للفنّانين والمثقّفين، لخوض البحوث وتطوير أعمالهم عبر طرقٍ تفاعلية على علاقة مباشرة بواقع المجتمع. من الواضح أن جزين لعبت دوراً أساسياً في اختيار مفهوم المياه، وسنعمل يداً بيد مع المجتمع المحلّي لمقاربة العديد من المسائل البيئية والاجتماعية عبر مزيدٍ من القراءات الفلسفية والتحليلية".

وقد شكّل اختيار مدينة جزين هذه السنة، مصدر إلهامٍ رئيسيّ لموضوع الإقامة، بسبب الارتباط الطبيعي لإسم المدينة بشلالاتها الشهيرة، وأيضاً بسبب وفرة مواردها المائية، من سدود وأنهار وبحيرات وينابيع. كما أنّ المياه في جزين، وبالإضافة إلى كونها مصدراً حيويّاً، فهي ترتبط بالطبيعة، وتُعتبر عنصراً اجتماعياً وثقافياً مهمّاً يجتمع حوله أفراد المجتمع.