أكد النائب هاغوب بقرادونيان "أنني هاغوب بقرادونيان، أنا نتاج للإبادة الجماعية الأولى في القرن العشرين، أنا ما أنا عليه بسبب الجريمة ضد الإنسانية التي إقترفها الأتراك خلال الحرب العالمية الأولى، جدّي كان أول الذين أعدموا في ديكرانغرد، كان اسمه بوغوص، أخذه الأتراك القتلة من بيته الى الغابة وقطعوا رأسه ثم جاؤوا بثيابه وأعطوها لجدتي لأنها لا تنفعهممضرجة بالدماء".
وخلال تنظيم الجامعة اللبنانية الكندية – LCUيومًا خاصًا بذكرى الإبادة الأرمنية 24 نيسان في حرم الجامعة في عينطورة – كسروان،، أشار الى ان قصة جدي بوغوص هي الوحيدة التي أعرفها عن عائلتي، معظم زملائي من المواطنين اللبنانيين يمكن أن يتقصّوا تاريخ عائلاتهم الى مئات السنين وربما آلاف السنين إلا تاريخ عائلتي المحكوم بتاريخ ذبح جديّ وليس أبعد أبدًا. والدي الصبي اليافع الذي إضطرته الظروف ليكون المعيل الوحيد لعائلته وصل من ديكرانغراد الى سوريا ثم لبنان حيث إستقر وبات ماسح أحذية على أرصفة مرفأ بيروت. أنا فخور أنني ابن ماسح الأحذية المتواضع، ذاك الذي لم يكن يتذكر ماضيه إلا وتغرق عيناه بالدمع، إلا أنه كان الرجل العصامي الذي ربّانا أنا وأخواتي وأوصلنا الى ما نحن عليه اليوم.
وشدد على أنني واحد من ملايين من نتاج الظلم والعنف التركي. قصتي مجرد قصة من ملايين القصص التي خلفتها فظاعة ما يسمى بالإبادة الأرمنية. ونكران هذه المجزرة المدعوم من المجتمع الدولي والدولة التركية هو نكران لوجودنا أنا ومواطنيّ الأرمن.
بدوره، وجه النائب سيرج طورسركيسيان تحية لهذه الجامعة ولدعوتنا اليوم الى هذا اللقاء حول الإبادة والمجازر المرتكبة بحق الشعب الأرمني هو اعتراف واضح بان هذه القضية قضية حق ولن تموت وهي قضية باتت تهمّ كل لبناني.
ولفت الى انه عندما أتى أجدادنا واستقروا في عدة مناطق من لبنان ومنها بالقرب منكم في بزمار تبين لهم بأن أرمينيا بانفتاحها على الحضارتين اليونانية والرومانية كانت مساحة تفاعل بين الشرق والغرب شأنها شأن لبنان فالعديد اتهموا لبنان وأرمينيا بأن كليهما قلعة متقدمة لأوروبا، واشتهروا بخلافاتهم العديدة وانقساماتهم ولكن عرفوا بحبهم للاستقلال والتمرّد للحرية ان كان في جبل لبنان او في جبال زيتون وهاجين".
وأشار طورسركيسيان الى أن الشعبين اللبناني والأرمني عرفا الحصار والمجاعة وأن الحصار العثماني على جبل لبنان أدى الى وفاة 200 ألف شهيد لبناني أيضًا. وشددّ على مبدأ مطالبة المجتمع الدولي بالإقرار بصورة نهائية بجرم الإبادة الذي يترتب عليه نتائج أبرزها: عدم سقوط مسؤولية الدولة التركية. عدم خضوع جرم الإبادة لمبدأ مرور الزمن. وتأكيد موجب التعويض للشعب الأرمني.