اكد مفتي صور وجبل عامل القاضي الشيخ حسن عبد الله "نحن واليونيفيل شركاء في صنع السلام في المنطقة، لكننا نؤكد دورها الاممي الذي جاء من اجل تكريس السلام، بالتعاون مع الجهات الامنية اللبنانية المختصة"، مشيرا الى ان "القوة الايطالية اتت الى لبنان العام 1982 اثر الاجتياح الاسرائيلي للبنان وخصوصا بعد مجازر صبرا وشاتيلا، وقد انشأت يومها مستشفى ميداني في بيروت، وعند مغادرة هذه القوة سلمت المستشفى الى المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى .والمرة الثانية اثر الاعتداءات الاسرائيلية في العام 2006. وهذه القوة لا تزال تشكل حصنا قويا في جنوب لبنان والعمود الفقري لقوات اليونفيل، وهذا يدل على نوايا ايطالية لتعزيز السلام في المنطقة" .
وشدد عبد الله خلال استقباله قائد القطاع الغربي لليوينفيل الجنرال فرنشسكوا اولالا والعديد من الشخصيات في دار الافتاء الجعفري في صور، على "ضرورة التعاون مع القوى الامنية اللبنانية والمجتمع المدني لتسهيل مهمة اليونفيل في حفظ السلام، لاننا نحن رواد سلام. كما اننا لا نقف مكتوفي الايدي للدفاع عن انفسنا"، لافتا الى اهمية "الحرص على العلاقة الميمزة مع اليونفيل".
واشار الى "طبيعة السكان التي يحكمهم العيش المشترك، وان صور تستطيع ان تكون الانموذج المميز بالعيش المشترك بين الاديان في العالم، وهذا ما أكدنا عليه خلال زيارة البطريرك بشارة الراعي، وكما نقلت صور وقدموس الحرف الى العالم، سننقل التعايش والحوار الى العالم من خلال قوات اليونفيل".
واعتبر عبدالله: ان "باستطاعة الافرقاء السياسيين اللبنانيين التوصل الى قانون انتخابي دون الضغوط العربية والدولية التي تعودوا عليها، لان التوافق الداخلي قوة ومنعة للبنان ويساهم في شد اواصر العيش المشترك ويعززا سبل الحوار الوطني وتطبيق الدستور". ورأى "ان المواطن اللبناني كان ينتظر من الحكومة ومن الدولة بشكل عام انفراحات على المستوى الاقتصادي واقرار عدد من المشاريع التي من شأنها تعزيز الامن الاجتماعي والحد من الفساد الاداري، لكن الخلاف السياسي القائم الان ساهم من تأجيل حل هذه الازمة حتى انفراج ازمة قانون الانتخاب الذي يريده البعض بطريقة كيدية تخدم المصالح الطائفية والمذهبية ولا تطور العمل السياسي اللبناني" .
بدوره، شكر اولالا "المفتي على حفاوة الاستقبال وحبه لايطاليا واحترامه لقوات اليونفيل". وقال:"اعلم ان سر نجاح المهمة يمر عبر التعاون والتفاهم مع السكان المحليين وتأمين بعض حاجاتهم والوقوف الى جانب الجيش اللبناني. واننا نعقد العديد من اللقاءات لنؤكد التعاون وتحقيق المهام، وانني ارى في صور ناقله للحضارة، لان هذه الحضارة وصلت الينا. انا من سكان جزيرة سردينا واحاول ان انقل كتاب القانون الذي يدرس في ايطاليا وهو من تأليف لبناني"، مشيرا الى ان "جميع الضباط والجنود في الكتيبة الايطالية يعرفون كيف يتعاملون باحترام مع السكان المحليين وخصوصا خلال شهر رمضان المقبل، واني على تعاون وتواصل مستمر مع مختلف القيادات اللبنانية الروحية والاهلية" .