حمل خطاب أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله عدة رسائل داخلية وخارجية، اهمها على الصعيد داخلي كان موضوع قانون الانتخاب حديث الساعة في البلد، حيث انقسم حديثه الى تحذيري وتطميني، فقد حذر بمصطلحات واضحة لا تحمل التأويل من الذهاب الى الهاوية بحال عدم الاتفاق على قانون انتخاب بسبب السجالات الداخلية وتبادل الاتهامات وتسجيل المواقف، بالمقابل وجه رسائل طمأنة في ملف قانون الانتخاب، وعلى وجه الخصوص الى المسيحيين والدروز.
رسالة نصرالله لقيت الصدى السريع في المختارة بتغريدة النائب وليد جنبلاط المؤيدة لخطاب أمين عام حزب الله بعد وقت قليل من انتهاء خطابه، خصوصًا بعد ان حسم ان اقرار القانون يجب ان يكون وفق الديمقراطية التوافقية التي تحكم لبنان، مسقطا بذلك خيار التصويت.
التحذير
الصحافي والمحلل السياسي قاسم قصير اشار الى ان السيد نصرالله تحدث عن جانبين، محذرا من الفراغ وخطورة الوضع بحال عدم الوصول الى اتفاق، كما حث جميع الاطراف للوصول الى قانون انتخاب يأخذ بعين الاعتبار هواجس الدروز والمسيحيين بشكل خاص، كما أكد ان حزب الله وحركة أمل مستعدان للاتفاق على أي قانون انتخاب، واضعا كلامه في سياق الطمأنة للافرقاء والعمل للوصول الى قانون انتخاب، لافتا الى ان الخطاب سيساعد في بث اجواء مريحة لاقرار قانون الانتخاب.
من جهته اعتبر الصحافي عامر مشموشي ان السيد نصرالله كان واقعيا وموضوعيا في توصيفه للوضع القائم نتيجة استمرار الخلاف بين القوى السياسية حول قانون الانتخابات الذي سيعتمد في المرحلة المقبلة، وقد بدأ بنفسه حيث اكد انه وحركة امل مع الوصول الى تسوية في شان هذا القانون يتوافق عليه الجميع، كي لا نبقى نبحث في الحلقة المفرغة كما هو واقع الحال اليوم، وكل فريق يشدّ البساط لمصلحته ضاربا بعرض الحائط المصلحة الوطنية العامة. واوضح ان نصرالله حذّر الجميع من الاستمرار باللعب على حافة الهاوية، ولا بد من يقدّم جميع الفرقاء تنازلات للتوافق على قانون يؤمن صحة التمثيل ولا يلغي احدا ولا يكون كيديًّا، ورأى ان السيد نصرالله رسم خارطة طريق لكل الافرقاء للوصول الى انتخابات نيابية في موعدها، وعدم الوقوع في محاذير التمديد او الفراغ او اعتماد قانون الستين.
التسوية
قصير رأى ان الاجواء ذاهبة بإتجاه القانون النسبي مع وجود بعد الضوابط المعينة لا سيّما مع دائرة الشوف وعاليه، ومراعاة الصوت المسيحي إمّا بالتأهيلي او الصوت التفضيلي، مشيرا الى ان كلام السيد حسن مهم في كيفية برمجة الخطابات الى خطوات عمليّة في المفاوضات، والأهمّ في الموضوع تعاون الافرقاء للخروج من الوضع المأزوم.
واعتبر أنّ أحدًا لا يستطيع ضمان ماذا ينتج عن الفراغ في المجلس النيابي، في ظل ما حصل في 13 نيسان وعودة الخطاب الطائفي، مع تخوف من حصول احداث أمنيّة غير متوقعة.
بدوره، اعتبر مشموشي ان ما قدمه نصرالله من تنازلات للوصول الى قانون انتخاب، يدعو كل الاطراف لتقديم تنازلات للوصول الى تفاهم، لان من دونه قد نتّجه الى كارثة لا احد يعرف الى اين تصل.
وامل مشموشي بعد خطاب نصرالله ان ينتصر العقل على المصالح الانتخابية، ويعي الجميع الرسالة التي وجهها.
في المحصلة، يبقى الامل معقودا على الاتصالات التي تجري بعيدة عن الأضواء للوصول الى قواسم مشتركة وقانون انتخابي يحظى بتوافق الجميع، وفي الساعات المقلبة سيظهر اثر خطاب نصرالله على الساحة السياسية وفي الاتصالات، ان كان سيعطي دفعا اضافيا، او سيدخل في دائرة السجالات الحاصلة في البلد التي لم تصل الى أي نتيجة في ملف الانتخابات حتى الساعة.