لا تقف مشكلة المخدرات في عالمنا الحالي عند حدود المخدرات الممنوعة، فاليوم بات الحذر واجباً من الادوية، الكحول، والسجائر وهي المخدرات الشرعية التي تسبب ضرراً لا يقل عن الممنوعات. وفي أيامنا هذه قد تعترض هذه "الظاهرة" أي إنسان في أي مكان أو زمان فتفتك به وصولاً الى حدّ تدميره من الناحيتين الجسدية والمعنوية، ولأن المخدر بكافة أشكاله ضرب جسم المجتمع اللبناني وتعدّاه الى المجتمعات في العالم بات من الضروري الحدّ من إنتشاره وتوعية الناس على مخاطره.
"بعض القوى الكبرى في العالم تسعى لأن تشرّع المخدرات غير الشرعية". هكذا يبدأ رئيس الجمعية الفدرالية الدولية لمكافحة المخدرات سفينلوف كارلسون حديثه عن أزمة المخدرات في العالم، مشيراً الى أن "الكحول والتدخين يشكلان مشكلة حقيقية إذ يمكن الحصول عليها بسهولة في كافة المجتمعات وباتت تستهلك بأعداد كبيرة"، مشددا على "أننا اذا قمنا بتشريع المخدرات غير الشرعية سنصل الى مشكلة أكبر".
وأوضح كارلسون في حديث لـ"النشرة" أن "جمعيتنا هي جمعية دولية غير حكومية ولدينا عدد من المنظمات التي تمثلنا في اكثر من 50 بلدا حول العالم، أما في لبنان جمعية "نسروتو" تمثلنا ونظمنا بالتعاون معها مؤتمرا حول موضوع المخدرات"، معتبرا أن "أفضل طريقة للوقاية من المخدرات هي عبر توعية الأهل والأطفال".
بدوره، أكد ممثل الجمعية في آسيا د. منور فياز ساني أن "آسيا هي من أكثر القارات تعاطيا للمخدرات خصوصاً في باكستان التي تحدها ايران والصين وافغانستان التي تعتبر من الدول المصدرة للمخدرات ولذلك نواجه أزمة تهريب وتعاطي للمخدرات".
أما ممثل الجمعية في أوروبا بيار جونسون، فلفت الى أن "السويد هي من اوائل الدول في أوروبا التي ضربتها مشكلة المخدرات لذلك طورنا وشددنا القوانين لمكافحة الآفة"، مشيرا الى أنه "يجب على كل دولة أن تجد طريقتها الخاصة في مكافحة المخدرات ولبنان من هذه الدول، ولكن لا مشكلة بالتعلم من خبرات الدول الأخرى".
وكشفت نائب رئيس جمعية نوسروتو ريما الترك أن "عدد المدمنين في لبنان زاد مع دخول النازحين السوريين، والبرهان أننا في الجمعية في زحلة نعالج عددا من اللاجئين السوريين"، لافتة الى أن "وزارة الشؤون الاجتماعية تدعم جمعيتنا ولكن هذا ليس كافيا لأن الجمعيات لا يمكن أن تقوم مكان الحكومة".
في بلد يعاني من أزمات متعددة، يجب أن تبقى مكافحة المخدرات من الأولويات لأن هذه الآفة ان أصابت شباب المجتمع فلها قدرة كبيرة على تدميره.