اعتبر رئيس "اعلان دمشق" المعارض سمير نشار أن ما حصل في آستانة أخيرا هو "نتيجة توافق روسي–تركي-إيراني، وهو استمرار لمسار بدأ منذ عهد ادارة الرئيس الأميركي الأسبق باراك اوباما والذي تخلى عن الملف السوري وكان له تحفظات على الدور التركي في سوريا، ليس فقط بسبب الموقف من قوات الـ"ب ي د" المتحالفة مع واشنطن ضد داعش، وانما على دعم تركيا للمنظمات الاسلامية ليس في سوريا وانما بالمنطقة".
ولفت نشار في حديث لـ"النشرة" الى ان المسار الذي أدّى للاتفاق على اقامة "مناطق تخفيف التصعيد"، بدأ نتيجة "التحول الجذري بالموقف التركي منذ انطلاق عملية درع الفرات وصمت الروس والايرانيين والنظام السوري عنها، والتي قوبلت حينها بعملية اسقاط حلب وصولا الى توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بتاريخ 30-12-2016". واضاف: "حصل ذلك خلال المرحلة الانتقالية بين ادارة اوباما وإدارة الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب، اي خلال غياب الدور الاميركي"، لافتا الى ان "الحدث الذي فعل ما يشبه الزلزال السياسي وغير المتوقع هو كان استخدام النظام للسلاح الكيميائي في السابع من نيسان بعلم وبدعم واسناد من الروس، والذي قوبل بأشبه بانقلاب بالموقف الاميركي من خلال الضربة العسكرية لمطار الشعيرات". وأردف: "ما كانت تحاول روسيا البناء عليه في مسار آستانة بالتعاون مع تركيا وإرغام الفصائل بضغط تركي القبول ببقاء بشار الأسد من خلال صيغة خارج القرارات الدولية وخارج المظلة الاممية، اصطدم بموقف أميركي جديد غيّر المعادلات خاصة بعد توصيفات ترامب لبشار الأسد وبعد تصريحات وزير الخارجية الاميركية ريكس تيلرسون ان حكم عائلة الأسد أوشك على نهايته وكرر ذلك في مؤتمر صحفي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو".
موقف أميركي غير واضح
واعتبر نشار ان "الروس حاولوا مؤخرا الاستفادة من اعادة التموضع وتحسين شروط المفاوضات مع الاميركيين من خلال اتفاق آستانة الذي تم توقيعه الاسبوع الماضي"، لافتا الى ان "هذا الاتفاق حظي بدعم جدّي من القوى الإقليمية والدولية، بدليل محاولة توسيع اطر الدول المشاركة سواء من السعودية او قطر، خاصة وان لا مصلحة لأي دولة بمعارضته لسببين الاول ان لا احد يمكن ان يعارض وقف إطلاق النار، والثاني ان احدا لا يضمن تنفيذ الاتفاق". وتابع "اما حضور مراقب أميركي فهو كما اظن إشارة إيجابية من ادارة ترامب انها لن تفشل الاجتماع". ورأى نشار انّه حتى الساعة فان "الموقف الاميركي لم يتضح بشكل كامل من الملف السوري والمرجح ان يكون على جدول اعمال الرئيس الأميركي خلال زيارته لإسرائيل والسعودية وبعدها سوف نرى موقف واشنطن على حقيقته".
مصالح روسيا وايران
وتطرق نشار لما سمي بـ"مناطق تخفيف التصعيد"، معتبرا ان "هذه ليست مناطق آمنة، ولذلك تم استخدام "التعبير المطاطي والضبابي وليس له معيار". واضاف: "القضية الاخرى ان الدول الضامنة في كافة المناطق والمتواجدة على الارض او بالجو، هي القوات الايرانية والروسية. فكيف يمكن تحديد هذه المناطق وتحديد من هي الفصائل التي تتواجد فيها وهل هي موافقة على هذا الاتفاق ام لا؟، وايضاً كيف يمكن للدول التي تدعم النظام السوري وأنقذته من السقوط أن تكون ضامنة"؟ وتساءل: "ماذا تستطيع تركيا ان تفعل مثلا في درعا او دمشق او حُمص او حماه او ادلب او حتى في حلب؟ الجواب لا شيء بالمطلق". ورأى نشار ان "هذا الاتفاق يخدم المصالح الروسية-الايرانية، وتركيا مضطرة للقبول به لتأمين الغطاء لعملية درع الفرات ولتطوير علاقاتها الثنائية مع الروس، لانها تشكو من عزلة وعدم وجود حليف استراتيجي لها اقليميا او دوليا، بانتظار زيارة رئيسها رجب طيب اردوغان الى واشنطن لمعرفة موقف ادارة ترامب من الدور التركي في الملف السوري".