اعتبر مفتي صور وجبل عامل الشيخ حسن عبدالله أن "المجتمع البشري يواجه عددا من التحديات. وفي بداية القرن الماضي شكلت الحربان العالميتان الاولى والثانية أزمة لدى المجتمعات، وحمل القرن الحالي مشكلة أشد وطأة من الحروب المذكورة هي الارهاب، أبرز التحديات الانسانية. ورغم استعمال هذه العبارة في خانة الانتقام من الخصوم وسلاح يشهر في وجه المتحاربين، سبب هذا ضياع المعايير الدولية للارهاب، وهذا الامر يدخل ايضا في تصفيات حسابات سياسية لأكثر من دولة".
وخلالاستقباله السفير النمساوي ماريان دربا، لفت الى انه في المقابل يقوم الارهاب الحقيقي بتحسين ظروف وجوده الاقتصادي والامني، وما نخافه هو ان يصبح قوة عالمية تعترف بوجودها الدول، إذ اننا نسمع بعض الدول تدعو للحوار مع الارهاب، ولا يزال عدد من دول العالم لم يحسم امره حياله ولا نلمس جدية في مكافحة لارهاب بطريقة جدية ومجدية".
ووجه الشكر للدولة النمساوية لمشاركتها في قوات "اليونيفيل" لان "وجودها قيمة اضافية للجنوب وسكانه، واننا شركاء مع هذه القوات في السلام، لان السلام مسؤولياتنا جميعا ونحن ملتزمون القرارات الدولية".
وشرح عبدالله للسفير اهمية التعايش في منطقة صور "وخصوصا المدينة التي تتسم بتنوع السكان ومشاربهم الدينية، وهم يعيشون بسلام واستقرار رغم محاولة اسرائيل إظهار الخلاف. وقد ثبت ذلك للمجتمع الدولي الذي كان بعضه يراهن على فتنة بعد اندحار الكيان الصهيوني الغاصب عن أرضنا عند تحريرها عام 2000، ولكن ما حصل هو المصالحات والتعايش والمسامحة، لأن لبنان وطن نهائي لجميع ابنائه".
وتابع: "مدينة صور تحتضن اللقاء الروحي الذي تتمثل فيه كل الطوائف ويقوم بعدد من الانشطة المحلية والخارجية، وهذا اللقاء يعبر عن حقيقة التعايش الاسلامي والمسيحي، وهذا التنوع ينسحب بمكوناته على جزء كبير من المعمورة، وقد فشلت دولة الانتماء الديني الواحد. وان قيمة الدول بما تملك من تعددية دينية منفتحة حوارية".
من جهته، اشار السفير النمساوي الى انني "لقد سمعت كلاما حكيما ومميزا من سماحة المفتي عبد الله الذي عرض علينا رسالة انسانية شعارها الحوار والصبر، ونحن جميعا تحت رحمة الله، وفي بلادنا يقدرون كثيرا العمل الانساني، وفي جنوب لبنان الصورة معقده جدا حيث الاكثرية الشيعية من السكان المحليين والوافدين من السوريين والفلسطينين هم من السنة المسلمين، وان الشعب اللبناني في الجنوب مضياف وكريم، وهذا الامر ناتج من إرشاد ديني وحكمة لكي نعيش بسلام، والنمسا تحاول ان تساعد في مجال الازمة التي يعيشها لبنان، وهي من الدول المانحة، والحل المناسب هو إيجاد حلول سياسية للمشكلة لان الهجرة ليست الحل الاخير".
وأكد "أننا نسعى دائما الى التضامن مع الشعب الذي يعيش مأساة، وان ما يشجع على المشاركة الدائمة في اليونيفيل هو من اجل السلام والاستقرار. وأؤكد ذهنية اللقاء الروحي في صور لتعميمها على العالم، وهي صورة مميزة نحتاج الى مثلها في هذا الزمن، ونؤكد الحوار بين الأديان".