عادت قضية بلدة الطفيل على الحدود اللبنانية السورية إلى الواجهة من جديد، مع الحديث عن التحضير لعودة قريبة لأبنائها إليها بعد ما يقارب 3 سنوات من مغادرتهم نتيجة المعارك التي حصلت بين "حزب الله" ومجموعات المعارضة السورية المسلحة التي كانت تسيطر عليها، وكان من المقرر أن تكون هذه العودة يوم الثلاثاء الماضي إلا أن هذا الأمر لم يحصل، لكن الإتصالات لا تزال قائمة، وأول من أمس التقى وفد من البلدة وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، الذي وعد ببذل المزيد من المساعي للإشراف على العودة الآمنة بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية، بالتزامن مع إطلاق أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله في خطابه الأخير رسالة طمأنة جديدة، مؤكداً أن وجود الحزب انتهى ويمكن عودة الجميع إذا كان هذا الأمر يشكل عائقاً.
على هذا الصعيد، من الضروري الإشارة إلى أن أهالي الطفيل كانوا يسلكون منذ بداية الأحداث السورية طريق بريتال الطفيل للدخول والخروج من البلدة، بعد أن كانوا يعتمدون على طريق من داخل الحدود السورية، وبالتالي من المفترض أن يكون طريق بريتال، بعد تأهيله، هو الممر الجديد إلى البلدة، إلا أن هناك أزمة عالقة تكمن في الإتهامات التي توجه إلى أهالي الطفيل بالمسؤولية عن فقدان شخص من آل إسماعيل من أبناء بريتال، مع العلم أن الاعلام الحربي كان قد أعلن، أن الحزب سلم الجيش اللبناني المواقع العسكرية غرب بلدة الطفيل وجرود بريتال وحام ومعربون في السلسلة الشرقية.
في هذا السياق، يوضح مختار بلدة الطفيل أحمد الشوم، في حديث لـ"النشرة"، أن هناك إتصالات فعلية لتأمين عودة الأهالي في أقرب وقت ممكن، ويشير إلى كلام أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله الأخير ووزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق في هذا السياق، ويضيف: "نحن ننتظر الآن تأمين طريق عبر الأراضي اللبنانية إلى البلدة، ومن المفترض أن تباشر وزارة الأشغال العامة والنقل تعبيدها".
بالنسبة للشوم، "العودة ستكون خلال أيام وهناك وعود قدمت على هذا الصعيد"، ويلفت إلى أن الطريق قد تكون عبر بريتال أو عبر مكان آخر بحسب ما ترى الدولة اللبنانية، أما بالنسبة إلى الأزمة مع أهالي بريتال فيوضح أنه تم توجيه أصابع الإتهام لهم بالوقت الذي لم يكن لهم لا ناقة ولا جمل بالموضوع، ويضيف: "لا يمكن تحملينا هذا العبء في حين كنا نحن تحت سيطرة المسلحين ولا حول ولا قوة لنا".
ويكشف الشوم أنه كان هناك إتصالات مع "حزب الله"، لا سيما مع مكتب الشيخ محمد يزبك، ويشير إلى أنه بعد تأمين الطريق إلى الطفيل من المفترض أن يكون هناك تواصل لمعالجة المشكلة مع أهالي بريتال.
من جانبه، يوضح مفتي بعلبك الهرمل السابق الشيخ بكر الرفاعي المتابع لهذا الملف منذ البداية، في حديث لـ"النشرة"، أن "أهالي البلدة خرجوا منذ ما يقارب 3 سنوات بسبب المعارك بين المجموعات المسلحة و"حزب الله"، وبعد سيطرة الحزب على المنطقة حصلت العديد من المراجعات لكن لم نصل إلى نتيجة، إلا أنه في الأيام الماضية تبلغنا من الحزب أن المنطقة باتت آمنة ومن الممكن العودة"، ويضيف: "طلبنا أن تكون العودة من خلال الدولة، ونحن ننتظر أن يتم تأمين الطريق بالإضافة إلى إنتشار فوج الحدود البري الرابع بحسب ما تبلغنا من قيادة الجيش".
إنطلاقاً من ذلك، يوضح الرفاعي أن الإتصالات لتأمين عودة الأهالي قائمة مع 3 جهات، قيادة الجيش اللبناني و"حزب الله" ووزارة الداخلية والبلديات، ويؤكد أن العودة يجب أن تكون من الداخل اللبناني وليس من مكان آخر، ويتوقع أن يساعد وجود الحزب بالإتصالات في المساعدة على معالجة المشكلة القائمة مع والد المخطوف من آل إسماعيل في بريتال، لكنه يشير إلى أزمة أخرى تتعلق بأهالي البلدة من السوريين، حيث يوضح أن هؤلاء خرجوا أيضاً منها إلى الداخل اللبناني، وهم يقيمون في مخيم للنازحين في بلدة عرسال، ويضيف: "طلبنا منهم أيضاً تقديم كشف بالأسماء إلى الجيش".
في المحصلة، من الناحية السياسية والعسكرية لم يعد هناك ما يمنع أهالي الطفيل من العودة إلى بلدتهم، لكن على المستوى اللوجسيتي هناك بعض الأمور التي تحتاج إلى معالجة، فهل يكون الحل في الأيام القليلة المقبلة كما يُحكى؟.