صعد المرشح المحافظ للانتخابات الرئاسية الايرانية ابراهيم رئيسي على منبره أمام مناصريه في مصلى طهران، يداً بيد مع المرشح المنسحب محمد باقر قاليباف، ليعلن نفسه رأس حربة للتيار المحافظ في هذه الانتخابات الّتي تبدأ الجمعة. بهتافات "الله أكبر"، "هيهات منا الذلة"، "عشق حتى الشهادة"، استقبلت الجماهير رئيسي، ما يدل على الخلفية الدينية للمسؤول عن الحرم الرضوي في ايران.
أكثر من 200 ألف ايراني، تجمعوا ونادوا بذهاب الرئيس الايراني الحالي حسن روحاني، هاتفين بأن يوم الجمعة هو اليوم الأخير لروحاني في رئاسة الجمهورية. ويظهر حجم الانقسام الكبير في الشارع الايراني بين مؤيدي روحاني ومؤيدي رئيسي، وهو خير دليل على الانقسام بين التيارين المحافظ والاصلاحي في البلاد.
وفي جولة لـ"النشرة" على المشاركين في الاحتفال الجماهيري الكبير لرئيسي، أكدت احدى الايرانيات على "اننا ندعم رئيسي لأنه يحترم قرارات القائد والمرشد الأعلى السيد علي الخامنئي ولأنه لم يتجاوز الخطوط الحمراء". وتشير مواطنة أخرى إلى "اننا نؤيد رئيسي لأنه يملك جذوراً دينية واسلامية، وهو لا يريد الرئاسة من أجل نفسه بل لأنه حريص على الشعب الايراني ويمكنه تحمل هذه المسؤولية الكبيرة".
ويصعّد إيراني آخر في لهجته، ويتوجه إلى مناصري روحاني بالقول "لا مكان للمنافقين في ايران بعد الآن ولن نسمح لهم بالسيطرة على ايران"، لافتاً إلى أن "مؤسس الثورة الاسلامية في ايران الإمام روح الله الخميني يقول أنه حينما نرى العدو يدافع عنّا علينا ان نعلم اننا على خطأ، الا ان الفريق الاخر لا ينتبه الى خطابات الامام الخميني"، مشددا على "اننا سندافع عن ولاية الفقيه حتى آخر قطرة دم". ويضيف مواطن آخر أن "رئيسي انسان صادق ويتبع ولاية الفقيه، وهو شخص يمكن للشعب الايراني الوثوق به"، لافتاً إلى أن "روحاني لم يستفد من الفرصة التي اعطاه اياها الشعب الايراني والحكومة الحالية زادت من الفساد وزادت من الفروقات الطبقية بين الشعب الايراني".
في المحصلة، معركة قوية ستشهدها صناديق الاقتراع يوم الجمعة المقبل، وسيكون لنتائج هذه الانتخابات تبعات كثيرة على الداخل الايراني، وعلى الدول المحيطة بإيران. فهل تصدق دعوات مناصري رئيسي، بأن يكون نهار الجمعة هو النهار الأخير لروحاني في رئاسة الجمهورية؟.