صادق مجلس الوزراء في جلسته الأخيرة على مشروع مرسوم لتغيير تصنيف قسم من المنطقة الارتفاقية التاسعة، أي حرش بيروت، إلى المنطقة الرابعة، ما يعني تحويل هذا القسم من منطقة يُمنع البناء فيها، الى منطقة عقارية يُسمح فيها البناء، فما هي خلفيات هذا القرار، مع الاشارة الى أن التعديل جاء ليشرع وجود مبنى كشافة الرسالة الاسلامية المبني على العقار منذ سبعينيات القرن الماضي.
يعدد رئيس جمعية "نحن" محمد أيوب المخالفات التي وقعت بتصديق هذا البند، مشيرا في حديث لـ"النشرة" الى أن التغيير لا يعني التشريع فقط للمخالف بل يسمح ببناء ناطحات سحاب في المكان وتوسيع المبنى الموجود. ويضيف: "إن هذا القرار يخالف المرسوم الصادر عام 2009 والذي يقول أن الحرش يجب ان يكون محمية طبيعية، كذلك يخالف المخطط التوجيهي المخصص لترتيب الأراضي اللبنانية والذي شدد على كون العقار المذكور محمية طبيعية لا يمكن البناء عليها"، لافتا النظر الى أن أي مرسوم بلدي لن يكون قانونيا طالما هو مخالف لهذا المرسوم وهذا المخطط.
وإذ يؤكد أيوب أن معركة جمعية "نحن" المقبلة ستكون بإعادة تصنيف هذا العقار محمية طبيعية، تستغرب مصادر بلدية بيروت "الحملات" التي انطلقت فور مصادقة مجلس الوزراء على هذا التعديل، مشيرة في حديث لـ"النشرة" الى أن أغلب هذه الحملات لا تعلم طبيعة العقار ومكان المبنى المذكور.
وتضيف المصادر، "منذ ما يزيد عن أربعين عاما بنت جمعية كشافة الرسالة الاسلامية مبنى لها على العقار رقم 1925 الممتد من الضاحية الى البربير، ويقع ضمنه حرش بيروت، ومن المعروف أن العقار المذكور يصنف ضمن المنطقة الارتفاقية التاسعة ويحظر البناء عليه"، مشيرة الى أن مبنيين اثنين اضافيين يتواجدان على نفس العقار قرب مبنى الكشاف ويتبعان الى "الجمعية الاسلامية" و"مؤسسة الدبس" قد سوّيا وضعهما القانوني سابقا، مع العلم أن جمعية كشافة الرسالة قد حاولت قديما تسوية وضعها، لافتة النظر الى أن الطلب الذي صادقت عليه الحكومة قد قُدم على عهد رئيس بلدية بيروت السابق بلال حمد ووافقت عليه البلدية وأحالته الى مجلس الوزراء قبل انتهاء ولايتها بأيام، الا أن أمين عام المجلس فؤاد فليفل طلب التريّث لحين وصول مجلس بلدي جديد ليرفع بنفسه الطلب وهذا ما حصل.
وتكشف المصادر أن مبنى الكشاف يقع خارج نطاق "حرش بيروت" على شمال الطريق الممتدة من مستديرة الطيونة لمستديرة شاتيلا، بينما المبنى وإن كان ضمن العقار 1925 نفسه الا أنه على تماس مع ساحة الغبيري من جهة والشياح من جهة أخرى أي ضمن الضاحية، ويلاصق مدافن "الشهيدين" ومدافن الطائفة السنية، ولا علاقة له بالحرش والاشجار ولا يوجد تعدٍّ على أي شجرة، مؤكدة أن ما يُحكى عن ناطحات سحاب هو كلام غير صحيح وفي غير مكانه.
في السياق عينه، علمت "النشرة" أن جمعية كشافة الرسالة حاولت منذ فترة تسوية أوضاع مبناها لتكون قادرة على ترميمه بسبب قدمه، وتجهيزه ليكون مواكبا لتطور عمل الجمعيات الكشفية، وإنّ تغيير التصنيف الذي حصل لا يسري على القسم الذي يتواجد فيه حرش بيروت، بل على القسم البعيد عنه داخل الضاحية الجنوبية.
لا شك أنه من الواجب متابعة هذا الملف كي لا يقع الحرش مجددا ضحية "انتشار العمران"، خصوصا وأن المستشفى العسكري المصري يقف اليوم شاهدا على ما نقول، فهل يكون الحل بتقسيم العقار 1925 وتحويل الحرش بأكمله الى عقار منفصل من اجل حمايته؟.