شدّدت مصادر "كتلة "المستقبل"، لصحيفة "المستقبل"، على أنّ "المشاركة اللبنانية في القمة العربية الإسلامية الأميركية في الرياض، جاءت بمثابة الواجب الّذي يحتّمه التزام لبنان الراسخ بالتضامن العربي، باعتباره جزءاً لا يتجزّأ من العالمين العربي والإسلامي الّذي اجتمع في الرياض وأطلق رؤية تاريخية تلتقي مع رسالة لبنان في التسامح والتعايش المشترك ونبذ التطرّف"، مشيرةً إلى أنّ "من يزجّ لبنان في أتون التجاذبات الخارجية، ويدفعه إلى الخروج عن موجبات النأي بالنفس، فهي الجهات الّتي تُصرّ على اعتبار نفسها في منأى عن التزام الإجماع الوطني وتعطي نفسها حقوقاً تفوق حقوق الدولة بالمشاركة في الحروب الخارجيّة خدمةً لأجندات إقليميّة، على صورة ما يجري في سوريا والعراق واليمن والبحرين وغيرها".
وأكّدت أنّ "المشاركة في القمة العربية الإسلامية الأميركية لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تكون محل جدل أو تشكيك، بل لا بدّ من وضعها في إطارها الحتمي والضروري في ظلّ تحوّلات يجب أن تُقرأ بدقّة وبحسّ من المسؤوليّة الوطنيّة المعنيّة بحماية لبنان"، لافتةً الإنتباه في المقابل إلى أنّ "مسلسل الشتائم المتواصل، قبل القمة وبعدها، والّذي يُنصب يوميّاً ضدّ السعودية ودول الخليج العربي، لا يعدو كونه سبباً إضافيّاً وموجباً لما صدر من القمة اتجاه إيران وسياساتها، لا بل ويقع في سياق توثيق أدلّة الإتهام السياسيّة الّتي تُعطي الدول العربية والإسلامية حقّ الردّ على النهج الإيراني المتّبع في تغذية النزاعات المذهبيّة وتأجيج الصراعات الأهليّة في بلدان المنطقة".
وتساءلت المصادر "هل من عاقل يمكن أن يتوقّع صدور بيان عن قمة عربية إسلامية أميركية، لا يتناول التدخّل الإيراني في شؤون البلدان العربية والإسلامية؟"، منوّهةً إلى أنّ "ما صدر عن القمة إنّما يقع في خانة تحصيل الحاصل، والتأكيد على وجود مشكلة كبيرة جدّاً بين النظام الإيراني والأكثرية الساحقة من البلدان الإسلامية"، واصفةً في السياق عينه المآخذ الّتي أثارها البعض عن عدم دعوة إيران إلى قمة الرياض بأنّها "مآخذ تشبه من يدعو الدبّ إلى كرمه، بإعتبار أنّ ما من دولة شاركت في القمة إلّا وكان للنظام الإيراني نصيب في مشاكلها الداخلية"، مركّزةً على أنّها "عجيبة غريبة تلك المطالبة بدعوة طهران للمشاركة في قمة، قرّرت عشية انعقادها الأدوات الإيرانية في اليمن ملاقاتها بصاروخ باليستي إيراني جرى إطلاقه نحو الرياض".