نظمت جمعية "نحن" نقاشاً عام بعنوان "تصوّرات من وإلى طريق الجديدة"، في جامعة الفنون والعلوم والتكنولوجيا "AUL"، بحضور عدد من فعاليات المنطقة، المخاتير، الأكاديميين، الناشطين وممثلي الأحزاب، وذلك بهدف مناقشة الأبحاث المدينية التشاركية التي قامت بها الجمعيّة بالتعاون مع إختصاصيين وشباب من طريق الجديدة حول حاجاتهم وتطلعاتهم لتنمية المنطقة،
وافتتح اللقاء مدير التنفيذي لجمعية "نحن" مشيراً إلى أن "طريق الجديدة من المناطق القليلة في بيروت التي لا تزال تحافظ نسبيا على نسيجها ومزيجها الإجتماعي وهي منطقة عريقة ومهمة في بيروت ومن المهم أن يتم تغيير صورة التهميش التي اكتسبتها المنطقة آخر عشر سنوات. وهذا الواقع دفع الجمعية التي تعنى بزيادة المساحات العامة في بيروت من التفات بشكل خاص للمنطقة وخصوصاً بسبب صلتها بحرش بيروت، ووجود ملعب بيروت البلدي فيها، وهما من المساحات العامة القليلة المتبقية في بيروت".
وعرضت المهندسة يارا حمادة نتائج بحث "تصورات من وإلى طريق الجديدة" الذي استند على سؤالا وجهه فريق العمل لأهالي المنطقة، مفاده "تصوّر أنك استيقظت يوما وإذا بكل شيء مثالي. ما الذي تراه من حولك في طريق الجديدة؟" وكانت أهم النتائج أن "أهالي المنطقة توقفوا عن الأحلام" فعاد الفريق بمجموعة مطالب بدلاً من الأحلام، على رأسها "فرص العمل، خطط تسويقية، المحافظة على هوية المنطقة الإجتماعية، والنسيج العمراني وصورة المدينة، مساحات عامة، والمحافظة على الرموز التي لها علاقة بالذاكرة المحلية للمدينة مثل الملعب البلدي، حلول لأزمة مواقف السيارات وزحمة السير، كهرباء، مياه نظيفة، استقرار أمني،والمشاركة بالقرارات والأمور التي لها علاقة بالمنطقة مستقبلها ومستقبل أهلها فيها، ومن المشاكل والتحديات التي تعاني منها المنطقة، الكثافة السكانية المرتفعة وهدم الأبنية القديمة، النمو المتزايد الذي يلبي رغبة المستثمرين ويهمش حاجة السكان المحليين، تشتت هوية المنطقة العمرانية والاجتماعية، عدم تجهيز الطرقات لتلبية حاجات المشاة، التلوث السمعي والبصري والبيئي، مواقف السيارات والزحمة الخانقة، حركة المشاة غير الآمنة، قلة المساحات العامة والمشتركة والمهملة بحال وجودها، وغياب خطة وتصور استراتيجي شامل للمنطقة.
وقدم فريق العمل حلولا بسيطة لتحسين معيشة السكان في منطقتهم كتزويد الطرقات بالتجهيزات والأثاثات العامة المناسبة وترميم المباني القديمة، وترميم المباني القديمة، وضمان طرق عبور آمنةللمشاة، وتحسين الوصول إلى المساحات الخضراء العامة وغير ذلك.
وقدم المهندس والأستاذ الجامعي في الجامعة الأميركية في بيروت ناجي عاصي عرضا بعنوان "المساحات العامة في طريق الجديدة". وارتكز المشروع على محاور ثلاث "كيفية ربط طريق الجديدة بحرش بيروت، الإضاءة على شارع مكاوي في طريق الجديدة كونه يسمح باتصال طريق الجديدة بحرش بيروت بخط مستقيم تقريبا وبعيدا عن زحمة وضجة الشوارع المحيطة، والملعب البلدي".
وقدم الأستاذ عاصي عرضا نقيضا لمشروع بلدية بيروت، الذي يعتمد إزالة الملعب البلدي وإقامة مكانه ملاعب عديدة أصغر حجما، ومساحات أخضراء وإضافة مواقف سيارات، وأكد عاصي بأن هذا المشروع يمكن أن يكون جيد ولكن في منطقة ثانية، وبحسب استطلاع آراء الأهالي وتعداد لمواقف السيارات في طريق الجديدة، توصل فريق العمل لنتيجة مفادها أن الأكثرية الساحقة من الأهالي معترضة على إزالة الملعب البلدي، أما مواقف السيارات الكبيرة فلها أن تشكل حلاً على الورق ولكن قد تشكل كارثة فعلية على طريق الجديدة، بحيث ستزدحم الشوارع أكثر بالسيارات، بينما مواقف أصغر ومنتشرة بشكل أوسع قد تلبي حاجة الأهالي أكثر.