في زمن الردّة العربية والإسلامية، وانهيار كل ما له علاقة بالشهامة والرجولة مع انعقاد قمة الذلّ في الرياض. انتبهنا أكثر إلى المقاومة بكونها نعمة لا تقدّر بثمن. لولاها لكنّا مسحوقين أذلاء، مهانين، منبطحين، بؤساء، تفترسنا نيران الخزي. عند مقاربتنا للمشهد الذي اجتمع فيه أكثر من خمسين دولة عربية وإسلامية مع أبطالنا المقاومين، يتبين الفارق الشاسع والنتيجة البارزة والحصيلة المهولة.
نحن أيها العرب والمسلمون بألف خير في ظل مقاومتنا، نحن في أمان لا نحتاج معه أن ندفع المليارات لتحمينا أميركا، نحن في عزة لا نحتاج أن نشتري الذمم لأجلها. ونحن في قوة ومنعة وبأس فلا نبالي لأساطيل الأعداء ووعيدهم وتهديداتهم.
ربما نختصر ما نحن عليه بما قاله الإمام علي ع : «مَنْ أَرَادَ عِزًّا بِلا عَشِيرَةٍ، وَهَيْبَةً بِلا سُلْطَانٍ، وَغِنًى بِلا مَالٍ فَلْيَخْرُجْ مِنْ ذُلِّ مَعْصِيَةِ اللَّهِ إِلَى عِزِّ طَاعَتِهِ».
ونحن بحمد الله، أعزاء، مهابون، لأننا لم ننكسر أمام طاغية، ولم نخضع أمام فرعون، ولم نسجد لأصنام الآلهة البشرية .
الله سبحانه وتعالى هو الذي دلّنا على الصراط المستقيم وطلب منا أن نعتمد عليه وأن نبقى مع الحق ولا نخاف من الجبابرة والسلاطين والملوك الذين يُفسدون في الأرض ويجعلون أهلها شيعاً فقراء.
كلنا يعرف أحوال العرب والمسلمين ولا نحتاج إلى تفصيل عن جوعهم وعطشهم وتخلفهم وذلهم بسبب هذه السياسات التي أوصلتنا إلى هذه الصورة المخزية في الرياض .
صورة احتشد فيها كلّ أهل النفاق مع الأرعن الأحمق دونالد ترامب. استلب منهم المال، وأنّبهم وأمرهم بالتطبيع المذلّ مع الكيان «الإسرائيلي». وبدأ البعض يترجم أفعال القوة المتوهّمة والدعم الأميركي بمزيد من العسف ظناً منه أنّ أميركا هي من تحيي وتميت، وهي من تُعزّ وتُذلّ، فقام ملك البحرين صاحب الوجه الأسود بعملية جبانة لاعتقال الشيخ عيسى قاسم لنفيه خارج البلاد.
هذا الملك لم يُذكّره أحد بما حصل لشاه إيران الذي كان يعتمد على القوة الأميركية لحمايته وبقائه. فجاء الشعب الهادر قاذفاً به إلى جحيم أسياده وجحيم التاريخ.
نعم، إنّ المقاومة هي طريقنا المستقيم وسبيلنا الذي يوصلنا إلى الحق والحرية والكرامة .
فإذا كانوا قد احتشدوا وراء إلههم الأميركي، فإننا سنحتشد خلف الله العزيز الجبار وخلف المؤمنين الأبطال الذين يتمسكون بقول الله عز وجل: «إن تنصروا الله ينصركم ويُثبت أقدامكم».