رأى عضو "اللقاء الديمقراطي" النائب فؤاد السعد أن البلاد أصبحت رهينة الشعارات الشعبوية والمحاصصات الحزبية،وباتت قاب قوسين من السقوط تحت أقدام المستزعمين الطارئين على الساحة السياسية، والرزوح تحت حطام المسرحيات والإدعاءات الكاذبة بالحرص على صحة تمثيل الشعب.
وتساءل في بيان، الى "عن أي عدالة تمثيل تتكلمون وانتم تصيغون قانونا على مقاسكم، فهذا يريد قانونًا يمكّنه من تكبير حجمه النيابي وذاك يريد قانونًا يضمن له الفوز بمقعد رفضه لدورتين متتاليتين، وآخر يريد قانونًا يضمن استمرارية سطوته على القرار اللبناني وحمايةسلاحه في الداخل ونفوذ قادته الاقليميين، وغيره يريد قانونًا يعيد له أمجاد ماضٍغابر، وآخر يريد قانونًا يحجّم منافسيه داخل مذهبه، وذاك يريد قانونًا يقصي المستقلين والأصوات الحرة عن التواجد في المعادلة السياسية. والكل يلعب تحت شعار حق الشعب بالتمثيل والإختيار.مسكين هذا الشعب الذي صدّق أن المشكلة تكمن في التسابق على تأمين تمثيلهبشكل عادل وصحيح، فيما الحقيقة أن الخلافاتتتمحور حول تقاسم الجبنة".
كما تساءل "أي شعب تدعون الحرص على حقه بأن يكون ممثلا في المجلس النيابي؟ أهو الشعب الذي كفر بكم، أم هو الشعب الذي جعلتم منه حطبا لمواقدكم المحلية والخارجية وزرعتم في نفسه روح الحقد على جاره من المذهب الآخر، أم هو الشعب الذي جعلتم منه ضحية السلطات بدلا من أن يكون مصدرها؟فلو كان لهذا الشعب القدرة على قول كلمته والفصل في صراعاتكم لكان اختار قانونا يضمن فيه عزلكم وابعادكم عن رسم سياسة الدولة".
واشار الى انه "من انتخابات العام 1947 حين زوّرت سلطة الرئيس بشارة الخوري أول انتخابات نيابية في لبنان،وصفها الراحل ريمون اده بجريمة "25 أيار"، الى العام 2017 حيث المفاوضات قائمة على قدم وساق لصياغة قانون التحاصص وتقاسم مقاعد المجلس النيابي، لم يتغير شيء لا في ذهنية التعاطي مع خيارات الشعب، ولا في الأدبيات الحزبية لجهة تعاطيها مع الدستور والقوانين.سبعون سنة تزوير وتزييف وتزلف واصطفاف واستزلام، سبعون سنة أزمات وتعقيدات ومشاحنات وانقسامات أدخلت البلاد في اتون الحروب الأهلية وأرهقت خزينة الدولة وأقعدت الدستور والقوانين والأعراف، سبعون سنة والشعب يدفع ثمن الخلافات على الحصص، فكفاكم تلاعبا بمصير هذا البلد، وكفاكم تصنيعا لتوابيت انتخابية".
ودعا للعودة الى رشدكم وحكّموا الضمير الوطني بدلا من شريعة الفئويات والأحزاب والمذاهب والطوائف، واعتقوا هذا الشعب وحرّروه من شرور أطماعكم".