مذهل من قرأناه منذ يومين حول نقل المقاعد النيابية المسيحيّة من البقاع الغربي والشمالي إلى مناطق أخرى من لبنان، فهل يتفق ذلك من نص مشروع القانون الذي عرضه رئيس الجمهوريّة ميشال عون في بكركي منذ أربع سنوات فوافقت عليه الأحزاب المسيحية المشاركة، مؤكدة على إحترام إرادة الناس المناطقية والطائفية؟.
إن العيش المشترك الذي إعتمده مسيحيو ومسلمو سنة 1975 فسجّلوا بذلك العيش الشريف ونهلوا من المحبة والقربى، مستلهمين القيم الحضارية، وما حفلت به من جرّاء معرفة أكثروها وأجمعوا على دعمها وجعلوها عاتية صامدة في وجع التحديات، ومنيعة أمام المؤامرات الداخلية والخارجية ما أتاح لهم ان يقوموا بفعل المستحيل، لا يجوز ان يتفق طابخو القانون المسّ بكرامة المسيحيين في البقاع الغربي والشمالي وراشيا وطرابلس وعكّار وجعلهم كأنهم يعودون إلى ما قبل وحدة لبنان.
لا... نحن شرفاء ولا حاجة لهدينا وتوعيتنا ونقلنا بعيدا عن تربة الآباء والأجداد، نحن مصرّون على تثبيت المسيحي في أرضه متعايِشا مع إخوانه من الطوائف الأخرى ومشاركا معهم في السرّاء والضراء. وعليه فليصل صوت الشعب الحر ولينتقل إلى ورشة البقاع الصادقون والمخلصون، وأصحاب المواهب والكفاءات محتفظين بما يحفلون به من أخوّة مسيحية إسلامية، لينتصر الوطن ويتمرد على التمزّق والفناء واللعب بمواهب أبنائه، بعيداً عن الطائفية والمذهبية والأصول العرقية ولنكن كلنا، عضوا ونصيرا، فكفى هذا الوطن، ولنقف في أرضه الأبيّة وقفات عز وشرف.