لفت الشيخ زهير الجعيد، خلال زيارة وفد من "تجمع العلماء المسلمين" في لبنان، رئيس الجمهورية الأسبق إميل لحود، في دارته في اليرزة، إلى أن "الزيارة تأتي في إطار التهنئة في ذكرى التحرير والمقاومة، فهو كان المقاوم والشريك الأساسي في التحرير من خلال إرسائه عقيدة الجيش اللبناني المقاوم، والّذي يعرف العدو الحقيقي للبنان، إلّا وهو العدو الإسرائيلي الّذي يكيد دائماً المكائد لكلّ الطوائف والمذاهب في لبنان ويعمل على اختلاق المعارك الجانبية هنا وهناك"، مشيراً إلى أنّ "بفضل المقاومة والوحدة الوطنية والشرفاء، استطعنا أن ننتصر على هذا العدو. لكن وللأسف، يوجد اليوم من يريد أن يعطي هذا العدو، من خلال السياسة والمشاريع الإنتخابية، ما استطاع أن يخسره في الميدان"، مطالباً بـ"قانون إنتخابي عادل يحفظ حقوق الجميع، والقانون الأمثل هو القانون الّذي يعتمد لبنان دائرة واحدة على أساس النسبية".
من جهته، نوّه النائب السابق فيصل الداوود، خلال زيارته لحود، إلى "أنّنا نعتبر لحود رأس حربة في المشروع المقاوم الوطني والقومي وإلى ما يمثّله في إطار الأخلاقيّة في السياسة اللبنانية"، مفيداً بـ"أنّنا تباحثنا في الوضع الداخلي والوضع الإقليمي، وكان التركيز على قانون الإنتخابات"، مركّزاً على "أنّنا نعتبر أنّ طرح القانون الإنتخابي في هذه المرحلة على أساس النسبية، هو أقسى ما يستطيع أن يفعله أمراء الطوائف، وهذه النسبية تخضع للإطار الطائفي".
وأكّد أنّ "لبنان يبنى بقانون انتخابي خارج القيد الطائفي وبتوسيع الدوائر ليكون هناك تمثيل حقيقي وفعلي للبنانيّين، مع إلغاء الطائفية في لبنان، لأنّنا قادمون على مرحلة دقيقة جدّاً في المنطقة، وخصوصاً لبنان. وبعدما لاحت بوادر الهدوء في سوريا، صار الهدف الأساسي للأميركي والإسرائيلي هو لبنان. لذلك فإنّ تحصين الوضع الداخلي يكون عبر حماية المقاومة والتمثيل الصحيح في البرلمان"، مشدّداً على أنّ "أمراء الطوائف لا يستطعيون أن يتنازلوا أكثر ممّا تنازلوا ضمن النسبية الطائفية، ورغم ذلك نحن نعتبر ذلك خطوة إيجابيّة لمعالجة الشلل وغياب الدولة في لقمة العيش، وكلنا أمل بالوعي الشعبي".
كما التقى لحود وزير الدفاع الوطني يعقوب الصراف، في حضور راعي أبرشية أميركا الشمالية للروم الأرثوذكس المتروبوليت جوزف زحلاوي، حيث تمّ عرض للمستجدات محليّاً وإقليميّاً ودوليّاً، والتأكيد على "دعم الجيش في معركته ضدّ الإرهاب وصون وحماية الحدود مع فلسطين".
بدوره، أشار النائب محمد رعد على رأس وفد من كتلة "الوفاء للمقاومة"، إلى أنّ "كالعادة اللقاء مع لحود مفيد على المستوى الوطني واستحضار التجارب الّتي ينبغي أن يستفيد منها لبنان لبناء حاضره ومستقبله"، موضحاً أنّ "المناسبة كانت لمعايدته باعتباره شريكاً أساسيّاً في صناعة عيد التحرير والمقاومة، وفي عهده تمّ هذا التحرير لأرضنا واستعادة سيادتنا الوطنية رغم أنف العدو الاسرائيلي"، منوّهاً إلى أنّ "اللّقاء كان فرصة للتداول في وجهات النظر على الساحة المحليّة والإقليميّة، ولمسنا من لحود حرصاً أكيداً على الإلتزام بالمقاومة لتحصين لبنان وحمايته من أي استهداف عدواني. كما لمسنا منه على المستوى الداخلي الحرص على بناء المواطنية الصحيحة، وهذا لا يتمّ برأيه إلّا عبر قانون انتخاب يعتمد النسبية الكاملة ولا يكون مموّهاً، وتأتي على طريقة الستين المموّه بالنسبية"، لافتاً إلى "أنّنا نتقاطع مع الرئيس لحود حول الرؤية، ونأمل أن نخطو في النقاش بقانون الإنتخابات إلى الإتجاه الّذي يحقّق المواطنية الصحيحة".
كما استقبل لحود، السفير السورية علي عبد الكريم علي، وتمّ عرض للمستجدات المحلّية والاقليميّة والدوليّة.