ليست الأحوال بموضوع قانون الانتخاب عال العال كما ينقل زوار هذا أو ذاك من المسؤولين والقيادات الرئيسية. فبعيد المؤتمر الصحافي الذي عقده رئيس المجلس النيابي نبيه بري ولدى سؤال مصدر رفيع من حزب الله عن الأجواء، لم يتردد بوصفها بـ"التشاؤمية جدا"، لافتا الى ان الأمور "عادت الى نقطة الصفر".
اليوم وبعدما استوعب كل الفرقاء خلفيّات حركة بري، ستكون البلاد على موعد مع 48 ساعة حاسمة تنتهي صباح يوم الجمعة. ويُشكّل الافطار الذي دعا اليه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في القصر الجمهوري في بعبدا محطّ الأنظار الذي قد يُحدّد المسار الذي ستسلكه الامور بعد ذلك. فوفق مصادر "الثنائي الشيعي" في حال شارك بري بالافطار، "يكون قد قام مجددا ببادرة حُسن نية يُتوقع ان يلاقيها الرئيس عون بقرار فتح الدورة الاستثنائية، وان حلّ صباح الجمعة من دون صدور المرسوم عن الرئاسة الأولى، فلن يتردد رئيس المجلس بتثبيت الدعوة لجلسة الاثنين، وهو الملزم بالقيام بذلك قبل يومين من موعدها، ما يعني الدخول في مشكل كبير وفي المحظور".
ولعل ما قد يزيد الأمور تعقيدا هو قرار حزب الله الحالي بالانكفاء بعدما كان ناشطا على خط بعبدا-عين التينة لتقريب وجهات النظر وحلحلة العقد التي كانت لا تزال تؤخّر انجاز الاتفاق على قانون الانتخاب. وفي هذا الاطار، تقول المصادر: "حزب الله هو الذي أقنع بري بالسير بالدوائر الـ15 بعدما كان يرفض هذا الموضوع جملة وتفصيلا، الا انّه اليوم لا يجد نفسه بموقع القيام بأي جهود جديدة خاصة في ظل اصرار رئيس الجمهورية على ربط مصير الدورة الاستثنائية بالاتفاق المسبق على قانون جديد".
ويبدو حزب الله منزعجا تماما من عدم إقدام رئيس الجمهوريّة على توقيع المرسوم حتى الساعة، لا سيّما وانّه كان يتوقع ان يحصل ذلك مباشرة بعد قرار بري تأجيل الجلسة النيابية التي كانت مقررة الاثنين الماضي، فاذا برئيس الجمهورية يأخذ من رئيس المجلس التأجيل ولا يعطيه الدورة! وتضيف المصادر: "لم يفهم الحزب بعد سبب اصرار رئيس الجمهورية على ابقاء المرسوم في الدُرج، وهو كان لمس منه تجاوبا مطلقا مع الموضوع، وبات يرى ذلك موجّها ضده كذلك باعتبار ان أمين عام الحزب السيد حسن نصرالله ناشده شخصيا اكثر من مرة وخلال اطلالتين فتح الدورة"، لافتة الى ان ما وصلها بهذا الخصوص يفيد بأن "وزير الخارجية جبران باسيل هو الذي نصح الرئيس عون بالتروّي بفتح الدورة لممارسة الضغوط اللازمة لتلبية المزيد من شروطه وآخرها شرط نقل المقاعد".
وتختصر المصادر المشهد قائلة: "اذا لم يتم حل الاشكالية الطارئة قبل يوم الخميس قد يعني ذلك ان الانتخابات قد طارت وأن البلد قد دخل في دوامة كبيرة قد تؤدي مجددا الى المؤتمر التأسيسي لكن هذه المرة بغياب أي ضمانات تُذكر"، كاشفة ان الرئيس بري بدأ يُعد العدة لمواجهة كل الاحتمالات وينظّم ملفاته جيدا ليضع سلاحه كاملا على الطاولة في حال استمرت الأوضاع على ما هي عليه.