أشار بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الارثوذكس يوحنا العاشر اليازجي إلى أننا "نواجه اياما صعبة جراء ما يعصف بالمنطقة، الا اننا كأبناء لهذه الديار، مع سائر اطياف المجتمع في بلادنا، متمسكون ومتجذرون بهذه الارض، متمسكون بمبادئنا التي لا نحيد عنها ومنها العيش المشترك، المحبة، الانفتاح على الاخر"، قائلاً: "نحن طلاب سلام، لا كما يصوروننا اننا شعب يحب القتل والخطف والضرب، نحن اشخاص بناة سلام، غايتنا الاساسية السلام ورسالتنا نشر السلام".
وخلال القداس الاحتفالي بعيد العنصرة في كنيسة دير سيدة البلمند البطريركي، جدد الدعوة الى "إيقاف هذه الحروب"، وقال: "نحن نريد ان نعيش باستقرار وامان. اضطر البعض من ابناء الكنيسة الانطاكية الرسولية القديمة ان يتركوا بيوتهم وبلداتهم واهلهم وشجر زيتونهم ويسافروا ويهاجروا الى الاميركيتين كما الى اوروبا واستراليا، طلبا للقمة العيش اولا، ولكنهم ونحن نعرفهم جيدا فان قلوبهم وافكارهم معنا".
وأشار إلى "ان وجود اخوة لنا اليوم من كنائس روسيا واليونان وبلغاريا يؤكد اننا نحن ككنيسة ارثوذكسية ننتمي الى عائلة واحدة وكنيسة واحدة. وان كل كنيسة هي الى جانب الكنيسة الاخرى، وكل منها يتقوى بالاخر، وكل منها الى جانب قضايا الكنيسة الاخرى. نرجو ان يقوينا الرب، وان يجعل قلوبنا شعلة سلام، نعمة ربنا يسوع المسيح الذي هو بركة وسلام لكل العالم، تكون مع الجميع، لاسيما اننا نرى ما يحدث في العالم، من شراء للاسلحة وبيع لها، للدمار والقتل والخطف وغير ذلك، لكننا نحن وسط كل هذه العتمات نبقى ابناء الفرح وابناء السلام".
وأضاف: "اخوانا المخطوفان مطرانا حلب بولس يازجي ويوحنا ابراهيم، هما في قلوبنا دوما. ونتمنى من اخوتنا في الكنائس الروسية واليونانية والبلغارية وكل من يستطيع ان يساعد في هذه القضية ان يساعد بعودة رجلي المحبة والسلام والخدمة سالمين".
وأوضح أن "دورة المجمع الانطاكي المقدس تنعقد الثلاثاء المقبل حيث يجتمع الاباء في الدير ويتدارسون قضايا الشعب والكنيسة، اذ ان الكنيسة هي شعب الله، ونحن مؤتمنون على هذه الوديعة، ووديعة الايمان. لذلك نجتمع لنفكر سويا، ونتدارس معا قضايانا، ويشعر الواحد منا ان اخاه الى جانبه، ونعبر عن هذه الوحدة التي هي قوة الكنيسة الانطاكية".